قصة في غرفة الأطفال

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والمؤلف هانس كريستيان أندرسن وهو من مواليد دولة الدنمارك من أبرز الأدباء الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، حيث كان يضم العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة مثل المؤلفات الشعرية والروايات والقصص القصيرة، ومن أبرز القصص التي اشتهر بها هي قصة في غرفة الأطفال.

قصة في غرفة الأطفال

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول عائلة ذهبت لمشاهدة ملهاة في أحد المسارح، ولم يبقى في المنزل سوى طفلة صغيرة تدعى آنا وعرابها، حيث أن آنا الصغيرة وعرّابها بقيا وحيدين في البيت، فقال العراب: نحن أيضًا نريد مشاهدة ملهاة، وبالإمكان أن نجعلها تبدأ الآن، إذ أراد أن يصنع جو من المرح للطفلة الصغيرة، وهنا ردت عليه آنا: لكن ليس لدينا مسرح، كما أنه ليس لدينا من يمثل إذ أن دميتي أصبحت قديمة ولا يمكنها ذلك، لأنها لا تمتلك وجهاً جميلاً على الاطلاق، ولعبتي الجديدة غير مسموح لها أن تلبس ثيابها الجديدة إلى الآن.

قال العراب: إنّ المرء يمكنه الحصول على ممثلين في حال تناول ما عنده، فلنقم الآن مسرحاً أولاً سوف نقوم بوضع كتاب هنا ونصفه بشكل معوج، وثلاثة في الجانب الآخر، وهنا شكلنا الكواليس، ثم بعد ذلك نأخذ العلبة القديمة نضعها هنا، إذ يمكننا أن نجعلها ستارة خلفية، من خلال قلب قاعدتها إلى الخلف، وهنا كان قد أنهى العراب تشكيل المسرح إذ جسده بشكل غرفة، وهنا قال: يجب الآن أن نبحث عن ممثلين ونأتي بهم إلى المسرح.

ثم قال: دعينا نشاهد ما يمكننا أخذه من جارور لعب لأطفال، في البداية نريد الأشخاص، ثم بعد ذلك نصنع الملهاة، إذ أن كل عنصر من هذه العناصر يعتمد على الآخر، انظري سوف أصنع لك ملهاة رائعة، ها هو رأس غليون وها هي فردة من القفاز، إذ يمكننا أن نجعلهم أبًا وابنته، لكنهما شخصان فقط ونحن نريد أكثر، وهنا قالت آنا: ها هو صدار أخي العتيق هل من الممكن أن نجعله يمثل في الملهاة؟.

وهنا أجابها العراب: نعم، لكنّه كبير جداً سوف نجعله مكان الحبيب، يبدو أن الأمر سوف يصبح ممتع، لكنه سوف يكون حبيب نصف فاشل! لأنه لا يمتلك أي شيء في جيبه، ولقد وجدنا أيضاً يا صغيرتي جزمة كسارة البندق بمنخس في الخلف بإمكانها أن تقوم بالدبكة والتحية، سوف يكون هذا هو المتقدم للخطبة المزعج الذي لا يحظى بإعجاب الفتاة.

وهنا سأل العراب الطفلة: أي نوع مسرحية تفضلين؟ وخيرها بمسرحية حزينة أم مسرحية للعائلة؟ قالت آنا: مسرحية للعائلة، وهذا النوع من المسرحيات يفضله الآخرون كثيرًا، هل بإمكانك عمل واحدة، فأجاب العراب: بالتأكيد بإمكاني، كما أنه من المسارح التي تلقى إقبالا كبيراً هو المسرح الفرنسي، ولكنه غير مناسب للفتيات الصغيرات، بإمكاننا حالياً أخذ واحدة من الألطف والأنسب بينها، في الأساس فهي تشبه بعضها بعضًا لدرجة كبيرة، والآن سوف أقوم بهز الكيس.

وفي تلك اللحظة قال العراب للصغيرة: اصغي جيداً الآن إلى لائحة الأدوار، وهنا حمل العراب جريدة وأخذ يمثل بأنه يقوم بالقراءة بصوت عالي: الرأس الغليون وهو الرأس المليان، فقد كانت مسرحية عائلية من فصل واحد فقط لا أكثر الشخوص فيها هم سيد رأس غليون وهو الذي يقوم بدور الأب، وآنسة قفاز وهي التي تقوم بدور الابنة، وسيد صدار وهو ما يقوم بدور الحبيب، والسيد فون الجزمة وهو ما يشغل دور المتقدم للخطبة.

وفي ذلك الوقت بدأت المسرحية، إذ قال العراب: ليس لدينا ستارة، ولكنها الآن نعتبرها قد صعدت، كل الشخصيات في الداخل، نتقدم بهم إلى الأمام سأجسد أنا صوت الأب، إنه يشعر بالغضب في تلك اللحظة، فمن الظاهر أن رأسه مدخن ويقول: أنا سيد هذا المنزل أنا والد ابنتي، هل هناك من يود الاستماع لما أقوله: إنّ الشاب فون جزمة لامع جداً حتى أنه ينعكس وجهك عليه، فالجلد المغربي من الجهة العلوية وينحدر على الجزء السفلي، هو الذي سوف يحظى بابنتي.

وفي ذلك الوقت قال العراب: حافظي على الصدار يا آنا، وهنا يقوم الصدار بالتحدث وهو له ياقة مطوية وشخص متواضع جداً، يعرف قدر نفسه تماماً ولهذا له الحق في قول ما يقوله فهو شخص خال من البقع تماماً فقال: الخصائص يجب أن تؤخذ أيضاً بعين الاعتبار، أنا إنسان مصنوع من الحرير الأصلي وأحمل الشرائط، وهنا قاطعة السيد غليون وقال: تحمل الشرائط ليوم الزفاف لا أكثر من ذلك، حيث أن الشرائط سرعان ما تفقد لونها مع أول غسلة بينما فون جزمة يقاوم الماء، فهو قوي في جلده وفي الوقت نفسه راق وصاحب ذوق رفيع وله ملامح إيطاليا.

وهنا أشار العراب إلى أنهم يتحدثوا بقافية، فردت آنا: ينبغي ذلك فهو أرقى شيء، وفي تلك الأثناء قامت الجزمة بالدبك على الأرض فقد قعقعت بمنخسها، وهدمت ثلاثة كواليس معها، قالت آنا: كان هذا المنظر جميل للغاية، وهنا قال العراب: هدوء هدوء، وهنا بدأ التصفيق الصامت للسيدة قفاز إذ سوف تقوم بغناء مقطوعتها الكبرى بصوت متكسر بعض الشيء، ثم بعد ذلك تقدم سيد صدار بالتقدم لآنا على الفور، لكن العراب أشار إلى آنا أن لا تجعل الفتاة قفاز تقبل على الفور بل تنتظر قليلاً، وفي تلك الأثناء تمكن السيد صدار من وضع رأس الغليون في جيبة، حتى لا يعيق عليه طلبه.

وهنا قال رجل الصدار : أنت الآن في جيبي، وعلى وجهة الخصوص فقد انتقيت لك أعمق جيب عندي فلن تخرج على الاطلاق، ولن تخرج من هناك قبل أن تعدني أن توافق حضرتك على خطبتي بابنتك، وهنا قالت آنا: ذلك جميل للغاية، والآن سوف يوافق رأس غليون بالتأكيد، لكن العجوز قال: يصيبني دوار في رأسي ذلك لم يكن يحصل معي من قبل؟ لقد فقدت أنبوبي المجوف؟ لم أكن من قبل هكذا أشعر بالدوخة، أخرجي رأسي من جيبك، وكن خطيب لابنتي.

وهنا بدأت آنا تسأل العراب: هل أنهيت المسرحية؟ ولكن العراب أجابها: اصبري قليلاً، لقد تخلصت من السيد جزمة والآن جاء دور العاشقين الراكعين فقد كانت الفتاة تنادي: بابا والصدار يقول: تفضل هاك رأسك من أحل أن تقوم بالمباركة لي ولابنتك، وهنا تمت المباركة وأقيم حفل زفاف ضخم، وهنا انتهت المسرحية فقال العراب: فلنصفق للجميع، وهنا سألت آنا العراب: أيهما أفضل المسرحية التي شاهدناها أم المسرحية التي شاهدتها عائلتي، فأجاب العراب: بل مسرحيتنا على الأكيد، فهي عرض مجاني وشخصياتها أجمل، والآن هيل بنا يا صغيرتي من أجل أن نتناول الشاي معاً.

المصدر: ِA Story in the Children's Room


شارك المقالة: