يستطيع الإنسان فعل أي شيء إن نوى نية حقيقية لفعله، هذا ما حدث مع الرجل العجوز الذي قابل حيواناً يقوم بقراءة الأفكار، ولكنّه عندما قرّر أن يسيطر على عقله ويمنعه من التفكير استطاع ذلك، ولم يعد خائفاً من هذا الحيوان الغريب.
قصة قارئ الأفكار
في إحدى القرى يسكن رجل مسن يعمل في نجارة الخشب، كان هذا الرجل العجوز يسكن في كوخ تحت أحد الجبال، وكان يصنع من الخشب عدّة أدوات مثل الأواني المطبخية وغيرها، وفي فصل الخريف وفي ليلة باردة، جلس هذا الرجل المسن بجانب موقدة النار قال في نفسه: سوف أجرب هذه الليلة أن أصنع حذاء من الخيزران لعلّني ألبسه ولا أشعر بالبرد.
بينما كان الرجل العجوز يجلس بجانب النار إذ ظهر له حيوان غريب وصار يستأذن أن يجلس ويستدفئ معه، عندما نظر الرجل العجوز إلى هذا الحيوان وجده السعدان، سمح له العجوز بالجلوس وقال له: بالطبع تفضّل، شعر الرجل العجوز بالخوف الشديد وقال في نفسه: ما الذي جاء بهذا السعدان إلى هنا؟ لا بدّ أنّه يفكّر في التهامي وأكلي.
بينما كان العجوز يفكّر في هذا الأمر إذ نظر له السعدان وقال: أيّها الرجل العجوز، أيّها الرجل العجوز، هل تريد مني أن أخبرك بماذا تفكّر الآن؛ فأنا أستطيع قراءة الأفكار؟ شعر الرجل العجوز بالخوف أكثر وأكثر وقام بالإمساك بخيزرانة كانت بجانبه من باب الاحتياط، فقال له السعدان: أنت تقل هذا السعدان يفكّر في التهامي وأكلي.
في ذلك الوقت شعر الرجل العجوز بالذعر وقال في نفسه: أنا لن أستطيع أن أستخدم الخيزرانة لأضرب بها هذا السعدان، يبدو أنّه حيوان شرير، نظر له السعدان وقال: أنت الآن تفكّر في أن تضربني، ولكنّنك تقول في نفسك أنّه أنا شخص شرير، اندهش الرجل العجوز من هذا السعدان ومن قراءته لأفكاره بتلك السرعة.
فكّر الرجل العجوز ماذا سيفعل مع هذا السعدان؛ فقرّر أن يحاول السيطرة على أفكاره، وعندما تخطر بذهنه فكرة يتوقّف عن التفكير بها، ومن أجل أن ينشغل بدأ بتجميع أعواد الخيزران وصنع الحذاء الذي يريد أن يصنعه، وفجأةً وقع منه أحد العيدان وصار يصيح من الغضب، في ذلك الوقت صار السعدان يقول في نفسه: الإنسان كائن غريب؛ فهنالك أفكار لا أستطيع قراءتها.
لم يكن يعلم السعدان أن الرجل العجوز كان يحاول منع نفسه من التفكير، وبذلك تعلّم الرجل العجوز طريقة لمنع السعدان من قراءة أفكاره، وصار السعدان يأتي كل يوم لمنزل العجوز ويجلس معه الرجل العجوز دون أي خوف منه.
