قصة قبر التل- The Grave Mound

اقرأ في هذا المقال


قصة قبر التل أو(The Grave Mound ) (بالألمانية: Der Grabhügel) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم، إنها نوع (Aarne-Thompson)، المكافآت والعقوبات الإلهية.

الشخصيات:

  • المزارع الغني.
  • الجار الفقير.
  • الجندي.
  • الجني.

قصة قبر التل والجار الفقير:

يومًا ما كان مزارع ثري يقف في فناء منزله يفحص منزله وينظر إلى الحقول والحدائق وقد وجد أنّ الذرة كانت تنمو بقوة وكانت أشجار الفاكهة مثقلة بالفاكهة، حيث كانت الحبوب من العام السابق لا تزال تخزن في مثل هذه الأكوام الهائلة في الدور العلوي حيث أن العوارض الخشبية لا تستطيع تحمله، ثم ذهب إلى الإسطبل حيث كانت تتغذى الثيران والأبقار السمينة والخيول الزاهية بشكل جيد.
ثمّ عاد إلى غرفة جلوسه وألقى نظرة على الصندوق الحديدي الذي يكمن فيه ماله، وبينما كان يقف على هذا النحو يتفحص ثرواته، مرة واحدة كانت هناك طرقة عالية بالقرب منه، لم تكن هذه الطرقة على باب غرفته ولكن على باب قلبه، حيث أحس وكأنّ أحدهم يتحدث اليه فأنصت، وسمع صوت قال له أفعلت الخير لعائلتك؟ هل فكرت في ضرورات الفقراء؟هل تقاسمت خبزك مع الجياع، هل كنت قانع بما لديك؟ أو هل كنت ترغب دائمًا في الحصول على المزيد؟
جلس المزارع وكأن شيئاً قد سقط فوق رأسه وتفاجأ بهذا الصوت الداخلي الذي خاطبه، وكان بطيئًا في الإجابة، ثمّ قال: لقد كنت صعبًا وعديم الرحمة، نعم لقد فعلت ذلك ولم أبدي أي عطف مع عائلتي وكنت إذا جاء متسول يطلب المساعدة فأنا صرفت عيني عنه، وأنا لم أزعج نفسي في التفكير بأي أحد، ولكن فكرت فقط في زيادة ثروتي ولقد رزقتني السماء الكثير وما زال لدي ما يكفيني بل وزيادة عن حاجتي.
عندما كان على علم بهذه الإجابة، كان منزعجًا للغاية ثمّ بدأت ركبتيه ترتجفان، واضطر إلى الجلوس، ثم دقت طرقة أخرى، ولكن هذه المرة كانت الطرقة على باب غرفته حيث كان جاره، وهو رجل فقير لديه عدد من الأطفال الذين لم يعد بإمكانه إشباعهم بالطعام، حينها فكر الرجل الفقير في نفسه وهو عند الباب قائلاً: أن جاري غني، لكنه رجل عديم الرحمة وبلا إحساس، لا أعتقد أنه سيساعدني، لكن أطفالي في البيت يبكون من أجل الخبز، لذلك سأغامر وأتحدث إليه.
قال الفقير للرجل الغني: أنت لا تتنازل عن أي شيء يخصك بسهولة، لكني أقف هنا كمن يشعر بارتفاع الماء فوق رأسه، ولدي أطفال يتضورون جوعاً، أرجوك أن تقرضني أربعة مقادير من الذرة، في تلك الأثناء نظرالرجل الغني إليه طويلاً، ثم بدأ شعاع الشمس الأول من الرحمة يذيب قطرة من جليد الجشع، فقال الغني: لن أقرضك أربعة مقادير سأقدم لك هدية ثمانية مقادير، لكن يجب أن تفي بشرط واحد.
قال الفقير: ماذا علي أن أفعل؟ فقال الرجل الغني: عندما أموت، ستراقب لمدة ثلاث ليال القبر، ثمّ انزعج الفلاح في ذهنه عند هذا الطلب ولكن في ظل الحاجة التي كان عليها كان سيوافق على أي شيء، لذلك قبل، وحمل الذرة معه، ثمّ بعد أيام بدا كما لو أن الرجل الغني قد توقع ما سيحدث،لأنه لمّا مرت ثلاثة أيام سقط ميتاً فجأة، لا أحد يعرف بالضبط كيف حدث ذلك، لكن لم يحزن عليه أحد.
وعندما دُفن، تذكر الرجل الفقيرالمسكين وعده، حيث كان بإمكانه عدم تنفيذ هذا الوعد، لكنه فكر أن الرجل كان قد تصرف بلطف معه ومع عائلته ولقد أطعم أطفاله الجياع الذرة، ثمّ قال الرجل الفقير في نفسه: وحتى لو لم يكن الأمر كذلك، فأنا لدي وعد قطعته على نفسي و يجب أن أفي به، وفي الليل دخل باحة الكنيسة، وجلس على تل القبور حيث كان كل شيء هادئًا، فقط ضوء القمر ظهر فوق القبر، وبشكل متكرر طارت بومة وأطلقت صراخها الحزين، عندما أشرقت الشمس قام الرجل الفقير وتوجه بأمان إلى منزله.
وفي الليلة الثانية التي مرت بنفس الطريقة بهدوء ولكن في مساء اليوم الثالث شعر الرجل بعدم ارتياح غريب، حيث بدا له وكأنّ شيء ما كان على وشك الحدوث، وعندما خرج رأى بالقرب من جدار الكنيسة، رجل لم يره من قبل، وهو رجل كبير في السن، وكان على وجهه ندوب وقد نظرت عيناه بحدة وشغف حولها، كان مغطى بالكامل بعباءة، ولم يكن هناك شيء مرئي سوى حذاء ركوبه الرائع.
سأل الرجل الفقير هذا الرجل الغريب: ما الذي تبحث عن هنا. ألا تخاف من فناء الكنيسة وأنت وحيد هنا، فأجاب: أنا لا أبحث عن شيء، أنا لست سوى جندي مدفوع الأجر، واعتزم المرور الليلة هنا، لأنه ليس لدي مأوى آخر، فقال الرجل الفقير: إذا لم يكن لديك مأوى ولا تخاف من شيء ابق معي، وساعدني على مشاهدة ذلك القبر هنا، أجاب الجندي : المراقبة هي عمل الجندي، مهما كان سيواجهنا هنا، سواء كان جيداً أو سيئاً، سوف نتشاركه بيننا.
فقال الجندي: يا صاحب الريشة الحمراء أنت لست رئيسي ولست بحاجة إلى طاعتك، ولم أتعلم بعد ماذا يكون الخوف، اذهب بعيداً وسنبقى جالسين هنا، فقال الجني لنفسه: إن المال هو أفضل وسيلة لإقناع هذين المتشردين، لذلك بدأ التحدث اليهما بلين أكثروطلب بلطف شديد، أن يقبلوا بكيس من المال، ويأخذانها معهما للمنزل ويغادران، فقال الجندي: هذا يستحق الاستماع، لكن كيسًا واحدًا من الذهب لن يخدمنا، إذا أعطيتنا الذهب بقدر ما يمتلئ به أحد حذائي، وسوف نترك المجال لك ونذهب بعيداً.
قال الجني ليس لدي الكثير من هذا المال لكني سأفعل وأحضره حيث في البلدة المجاورة يعيش الصراف وهو صديقي العزيز، وسيقدمها لي بسهولة، وبعدما اختفى الجني، قام الجندي بخلع حذاءه الأيسر، وقال للرجل الفقير: فقط أعطني السكين الخاص بك أيها الرفيق ثمّ قطع نعل الحذاء ووضعه في العشب العالي بالقرب من القبرعلى حافة الحفرة وكان قد حفر تحته حفرة كبيرة ثمّ جلس كلاهما وانتظرا، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن عاد الجني ومعه كيس صغير من الذهب في يده.
قال الجندي وقد رفع الحذاء قليلاً حيث كانت تسقط القطع الذهبية أسفل الحفرة: ولكن هذا لن يكون كافياً، عندها هز الجني كل ما كان في الحقيبة حيث سقط الذهب من خلالها، وظل الحذاء فارغًا، بكى الجني الغبي، فقال الجندي عليك العودة مرة أخرى، وجلب المزيد، فهز الجني رأسه وذهب وبعد ساعة جاء مع حقيبة أكبر بكثير تحت ذراعه ثمّ قام بإفراغها ولكن بقي الحذاء فارغاً لأنّها كانت تسقط بالحفرة.
عندها نظر الشيطان في نفسه بعيونه المحترقة، فقال للجندي: هل لديك قدمي عجول كبيرة بشكل مخجل في ساقيك، فرد الجندي وقال له: نرى أن تحصل على المزيد من الذهب لنا، أو سننهي صفقتنا إذا لم تكمل المال المطلوب، فذهب الجني مرة أخرى ولكن هذه المرة مكث طويلًا، وعندما جاء كان يلهث تحت وزن الكيس الذي يقع على كتفيه ثمّ أفرغه في الحذاء.
وهذه المرة لم يمتلئ الحذاء فغضب الجني كثيراً وكان على وشك تمزيق الحذاء من يدي الجندي، ولكن في تلك اللحظة مع أول شعاع يرتفع اشرقت الشمس من السماء وهرب الروح الشرير ومعه صرخات عالية: تم إنقاذ الروح المسكينة، ثمّ أراد الفلاح أن يقسم الذهب لكن الجندي قال: أعطِ حصتي للفقراء، سآتي معك إلى الكوخ، ومعا سنعيش في راحة وسلام على ما تبقى لدينا من مال.


شارك المقالة: