تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتاة قضت نحبها جراء الشعور بالغيرة من قِبل مجموعة من النساء ضدها، وقبل أن يتم قتلها تم القيام باستخدام أسوأ أساليب التعذيب والعنف عليها.
قصة قتل آن أوجيلبي جريمة رومبر رووم
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في جمهورية إيرلندا الشمالية وعلى وجه التحديد في المناطق الجنوبية من مدينة بلفاست، حيث أنه في يوم من الأيام في تلك المدينة وقعت جريمة كبيرة وقد راحت ضحيتها سيدة تدعى آن، وتلك الجريمة حدثت في السبعينات من القرن التاسع عشر، إذ كانت جريمة قتل كعقاب والغريب في الأمر أنه من قام بتنفيذها مجموعة من النساء من واحدة من القرى التي تعرف باسم قرية ساندي رو، وتم القيام بتلك الجريمة دون أي رحمه بتلك السيدة كونها من فئة النساء مثلهن تماماً.
ومجموعة النساء هن ممن ينتمين إلى واحدة من المنظمات والتي تعرف باسم جمعية الدفاع التابعة إلى مدينة أولستر، وخلال تلك الجريمة تعرضت آن للضرب المبرح حتى أن لاقت حتفها على يد فتاتين في سن المراهقة، وقد حدث ذلك بعد أن حكم عليها بعقاب أطلقوا عليه اسم رومبيرنج وهو يشار به في تلك المنظمة إلى التعذيب حتى الموت، وفي ذلك الوقت لم يكن الدافع خلف القيام بتلك الجريمة سبب سياسي على الرغم من ذلك قام بتنفيذها قوات شبه عسكرية تابعة للمنظمة، إنما كان الدافع الحقيقي هو الغيرة من تلك الفتاة.
حيث أن آن لم تكن في الحقيقة ملاك، ولكن كانت حالها فتاة جذابة تحب المرح والرقص، وكانت والدة لأربعة من الأطفال غير الشرعيين، وفي كل ليلة كانت تخرج للسهر، ولها العديد من العلاقات العاطفية، وهي بذلك كانت تخالف الطبيعة المحافظة التي كانت ملتزمة بها الأسر البروتستانتية، ولم تتوقف عن هذا الحد من العلاقات الكثيرة، إذ أنها في يوم من الأيام كانت أقامت علاقة مع واحد من قادة المنظمة وهو كان سيد متزوج وأنجبت منه طفل، وهذا الأمر أثار استياء زوجته، كما أن ذات مرة صرحت آن بكلام غير جيد عن زوجة عشيقها في العديد من المناسبات، بالرغم من أن آن كانت تعلم أن زوجته هي عضوه في الجناح العسكري للمنظمة.
فقد كانت تعتقد في ذلك الوقت أن إنجابها للطفل منه سوف يحميها، ومن المحتمل أنها كانت تقوم بمثل تلك التصرفات حتى تداري خوفها من تلك السيدة، ولكن لم تكن تعلم أن زوجة القائد قد ثار بها الغضب جراء تصريحاتها وإنجابها لطفل من زوجها وبدأت تسيطر عليها الغيرة، وعلى إثر ذلك قامت برفع قضية أمام محكمة المنظمة، وقد كانت زوجة القائد ذكية بما يكفي لعدم توريط نفسها بشكل مباشر في هذا الأمر.
وأول ما تم التصرف مع آن هو أن تم اختطافها وتقديمها للامتثال أمام اللجنة المكونة من عشرة أشخاص من أجل استجوابها حول القضية وحول تصريحاتها المسيئة للزوجة العضوة في المنظمة، وقيل لها أنه تمت إدانتها بتلك التهمة ولهذا تم الحكم عليها بالعقاب، وفي في نهاية المحاكمة وجدن ثمانية من النساء اللاتي شاركن في المحاكمة أنها مذنبة إلى حد كبير، لكن الرجلين الذين حضرا المحاكمة توصلا إلى أنها سيدة بريئة وحكما بالإفراج عنها، وحينما غادرت وخرجت لتنتظر الحافلة
وبعد أن خرج الرجال من قاعة المحكمة سارعت النساء الغاضبات ورائها مرة أخرى، وصعدن إلى ذات الحافلة، وأعدن اعتقالها بتهمة أنهم سمعنها تدلي بتصريح ساخرة للغاية أثناء مغادرتها المحكمة، ولهذا قامن بسحبها من داخل الحافلة باستخدام القوة ودفعوها داخل واحدة من السيارات، ولكن من حسن حظ آن في ذلك الوقت قام سائق الحافلة بالإبلاغ عنهن، وهنا سارعت عناصر الشرطة بملاحقة سيارة السيدات واستوقفتهن، وتم نقل جميع الفتيات إلى مركز الشرطة وهناك تم استجوابهن حول الأمر.
ولكن بعد وقت من التحقيق معهن تم إطلاق سراحهن جميعًا؛ وذلك لأن لم تقوم أي منهن بالنطق بأي كلمة، وبالنسبة لآن كانت ترتجف من شدة الخوف منهن، ولهذا لم تفصح عن السبب الحقيقي حول اختطافها أمام الشرطة، ولهذا تم وضعها داخل سيارة وإرسالها إلى منزلها.
وفي صباح اليوم التالي توجهت آن نحو شخص يعمل كأخصائي اجتماعي، وبعد أن غادرت موعد الأخصائي مع ابنتها والتي تبلغ من العمر آنذاك ست سنوات، تم اختطافها للمرة الثانية ووضع قطعة قماش سوداء على وجهها وتقييدها بالسلاسل، ومن هناك على الفور تم نقلها إلى غرفة العقاب، وبالنسبة إلى ابنتها تم تقديم مبلغ مالي لها وطلبوا منها الذهاب من أجل شراء بعض الحلوى.
في البداية شرع اثنان من أعضاء المنظمة بضرب آن بالطوب وبالحجارة، وبعد مرور خمسة أيام من العقاب تم العثور على جثة آن، وتلك الحادثة كانت بمثابة صدمة كبيرة لجميع السكان في مختلف المناطق، على الرغم من أن تلك الحادثة حصلت في فترة كانت من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ إيرلندا وكان العنف الطائفي والقتل والتفجيرات سائدة، وبعد عرض تفاصيل عقابها الوحشية ثار غضب في كافة أرجاء المدينة ضد وحدة النسائية.
فتلك الحادثة كانت مثال صارخ عن العنف الأنثوي والإفراط في القتل وعلى التشدد البروتستانتي، وعلى إثر تلك الحادثة قامت المنظمة بإصدار تصريح يفيد بعدم علم المنظمة الرئيسية بالجريمة، وأن القتل غير مصرح به وأنه تم بشكل شخصي من عدة نساء بدافع الغيرة، ونشرت المنظمة تصريحها الرسمي في العديد من الصحف المحلية، نددت به بتلك الجريمة وبرأت آن من الادعاءات حول حياتها الخاصة قبل قتلها بوقت وأكدت المنظمة على أن هذا العمل نابع من الغيرة من قبل مجموعة من النساء.
وبعد إجراء التحقيقات في القضية تم اعتقال الفتاتين المراهقتين وهن الأولى تدعى هنريتا كوان وتبلغ من العمر الثامنة عشر عام والفتاة الثانية تدعى كريستين سميث وتبلغ من العمر السابعة عشر عام وإدانتهن بارتكاب جريمة القتل المتعمد، وتم إصدار حكم بحقهن بالسجن مدى الحياة.
أما بالنسبة للسيدة التي تدعى ليلى دوجلاس وهي من كانت زعيمة وحدة النساء في المنظمة فقد اعترفت أنها مذنبة؛ وذلك لأنها هي من أصدرت قرار بعقوبة الضرب حتى الموت، وبسبب اعترافها حكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات في سجن أرماغ، وحكم عليها بحكمين آخرين بالسجن ثلاثة سنوات جراء قيامها بترهيب آن واحتجازها في الكثير من الأوقات، وخلال التحقيق مع زعيمة المنظمة اعترفت كذلك بأن مقتل آن كان بسبب ثأر شخصي كعقاب لها على علاقتها بعضو المنظمة الذي يدعى ويليام يونج.
أما العضو ويليام وزوجته فقد تم سحب تهمة القتل ضدهما؛ وذلك لأنهما اعترفا بأنهما حاولا منع الفتاتين من ضرب آن، وحكم على شخصين آخرين شاركوا بالجريمة وهم أعضاء في المنظمة بالسجن عامين بتهمة التخويف، وخلال المحاكمة صرح القاضي أن تلك المنظمة هي منظمة شريرة ووحشية مكونة من مجموعة من الأشخاص الذين يريدون تنفيذ القانون بأيديهم، وإرهاب المجتمع، وصدر قرار بحلها، أما بالنسبة لأطفال آن الأربعة فقد انتقلوا للعيش مع عم الابنة الكبرى منهن.