قصة قصيدة أأحمد إن الحاسدين كثير

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم بعضًا من صفات أحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة في العصر العباسي.

من هو أبو تمام؟

هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في إحدى قرى سوريا، وتوفي في الموصل في العراق.

قصة قصيدة أأحمد إن الحاسدين كثير

أما عن مناسبة قصيدة “أأحمد إن الحاسدين كثير” فيروى بأن والد أحمد بن أبي دؤاد كان تاجرًا، وكان يخرج بتجارته إلى الشام، ومن ثم أصبح يخرج بتجارته إلى العراق، واستقر هنالك، ومعه ابنه أحمد، فاشتغل أحمد بالعلم، وأصبح واحدًا من كبار علماء بغداد، فولي قضاء القضاة في زمن الخليفة العباسي المعتصم بالله، وبقي قاضيًا للقضاة في زمان الخليفة الواثق بالله، وكان أحمد يتصف بالجود والكرم والسخاء، وكان من المشهود لهم بحسن الخلق ووفر الأدب، ولكنه على الرغم من كل ذلك فقد اتبع مذهب الجهمية، وكان ممن مدحه الشاعر أبو تمام، حيث أنشد فيه قائلًا:

أَأَحمَدُ إِنَّ الحاسِدينَ كَثيرُ
وَما لَكَ إِن عُدَّ الكِرامُ نَظيرُ

يمدح أبو تمام أحمد بن أبي دؤاد، ويقول له بان الذين يحسدونه على ما هو فيه كثر، وأنه لا يوجد له مثيل في كرمه وجوده.

حَلَلتَ مَحَلّاً فاضِلاً مُتَقَدِّماً
مِنَ المَجدِ وَالفَخرُ القَديمُ فَخورُ

فَكُلُّ قَوِيٍّ أَو غَنِيٍّ فَإِنَّهُ
إِلَيكَ وَلَو نالَ السَماءَ فَقيرُ

إِلَيكَ تَناهى المَجدُ مِن كُلِّ وُجهَةٍ
يَصيرُ فَما يَعدوكَ حينَ تَصيرُ

وَبَدرُ إِيادٍ أَنتَ لا يُنكِرونَهُ
كَذاكَ إِيادٌ لِلأَنامِ بُدورُ

فَما مِن نَدىً إِلّا إِلَيكَ مَحَلُّهُ
وَلا رُفقَةٌ إِلّا إِلَيكَ تَسيرُ

تَجَنَّبتَ أَن تُدعى الأَميرَ تَواضُعاً
وَأَنتَ لِمَن يُدعى الأَميرَ أَميرُ

وفي يوم من الأيام مدحه شاعر بقوله:

رسول الله والخلفاء منا
ومنا أحمد بن أبي دؤاد

فرد عليه أحد الشعراء قائلًا:

فقل للفاخرين على نزار
وهم في الأرض سادات العباد

رسول الله والخلفاء منا
ونبرأ من دعى بني إياد

وما منا إياد إذا أقرت
بدعوة أحمد بن أبي دؤاد

وعندما وصل شعره إلى أحمد بن أبي دؤاد قال: لولا أني لم أعاقب أحدًا من قبله، لعاقبته عقابًا لم يعاقبه أحد من قبله، ومن ثم عفا عنه.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان أحمد بن أبي دؤاد كريمًا جوادًا سخيًا، ومدحه العديد من الشعراء بسبب ذلك، ومنهم الشاعر أبو تمام.


شارك المقالة: