قصة قصيدة أأن كنت ذا بردين أحوى مرجلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أأن كنت ذا بردين أحوى مرجلا

على الرغم من أخلاق العرب في العصر الجاهلي إلا أن الأخلاق التي لا يحكمها دين، فهي أخلاق بلا معنى، ومن ذلك ما حصل مع عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بينما كانا في طريقهما إلى النجاشي.

أما عن مناسبة قصيدة “أأن كنت ذا بردين أحوى مرجلا” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم كان قد أمر عددًا من الصحابة أن يخرجوا مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة، لكي يعيشوا هنالك تحت حماية النجاشي، وعندما علم كفار قريش بذلك بعثوا بعمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي، فسبقا الصحابة إليه، ودخلا عليه ومعهما هدية قيمة، وسجدا له، وأعطياه الهدية فقبلها، وحاولا أن يعدلاه عن حماية المسلمين، ولكنه بعد أن استمع للمسلمين وأيقن بأن ما يقولونه هو الحق، وافق على حمايتهم، ورد إلى عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد هديتهما.

وقد ركب عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد سفينة حتى يصلا إلى أرض الحبشة، وكان مع عمرو بن العاص زوجته، وبينما هما في الطريق إلى هنالك أخذا يشربان الخمر، فقال عمارة لعمرو بن العاص: أريد أن تقبني زوجتك، فقال له عمرو: ألا تستحي؟، فقام عمارة برميه في البحر، فأخذ عمرو يرجوه أن يعيده إلى السفينة، حتى أدخله، وبسبب ذلك حقد عليه، وبينما هما عند النجاشي، قال عمرو للملك: إنك إن خرجت من بيتك فلا تأمن على أهلك من عمارة، فقام النجاشي بدعوة عمارة إلى المجلس، وعندما أتى أمر بجلده، وفي خبر ذلك أنشد عمرو بن العاص قائلًا:

أَأَنْ كــنــتَ ذا بُــرْدَيْـنِ أَحْـوَى مُـرَجَّلـاً
فــلَســتَ بــرَاعٍ لابــنِ عَــمِّكــَ مَــحْــرَمَــا

يعاتب الشاعر في هذا البيت ابن عمه عمارة بن الوليد، ويقول له بأنه على الرغم من صفاته، إلا أنه لم يراعي محارم ابن عمه.

إِذا المـرءُ لم يـتـركْ طـعـامـاً يُـحِـبُّه
ولم يَــنْهَ قــلبــاً غــاوِيــاً أَيــنَ يَـمَّمـَا

قَـــضَـــى وَطَــراً مــنــهــا وغــادَرَ سَــوْأَةً
إِذا ذُكِــرتْ أَمــثـالُهـا تَـمـلأُ الفَـمَـا

تَـــعَـــلَّمْ عُــمَــارَ أَنَّ مِــنْ شَــرِّ شِــيــمــةٍ
على المرءِ أَن يُدْعَى ابنُ عَمٍّ له ابنَمَا

إذا أنــا بــالمــعـروف لم أثـن صـادقـاً
ولم أذمــم الجــبــس الدنــي المــذمـمـا

فــفـيـمَ عـرفـت الخـيـر والشـر بـاسـمـه
وشـــق لي اللهُ المـــســـمـــعُ والفـــمـــا

إذا قــلَّ مــالي أو أصــيــب بــنــكــبــة
حــــيــــاتــــي عــــفـــةً وتـــكـــرمـــا

وأعــرضُ عـن ذي المـالِ حـتـى يـقـالَ لي
قـــد أحـــدثَّ هــذا نــخــوة وتــعــظــمــا

ومـــا بـــي مــن كــبــرٍ وســوءِ رعــايــةٍ
ولكــــــنــــــه فـــــعـــــلي إذا كـــــنـــــتُ

نبذة عن عمرو بن العاص

أبو عبد الله عمرو بن العاص السهمي القرشي الكناني، صحابي من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، وقائد عسكري، وأحد القادة الأربعة في الفتح الإسلامي للشام، وقائد الفتح الإسلامي لمصر، وأول والٍ مسلم على مصر بعد فتحها.

الخلاصة من قصة القصيدة: بينما كان عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد في طريقهما إلى النجاشي لكي يمنعانه من حماية المسلمين، شربا الخمر فقال عمارة لعمرو بأن يأمر زوجته أن تقبله، فحمل عمرو عليه، وقال في ذلك شعرًا.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: