قصة قصيدة أبلغ الحارث بن ظالم الرعديد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبلغ الحارث بن ظالم الرعديد:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبلغ الحارث بن ظالم الرعديد” فيروى بأن الحارث بن ظالم المري في يوم قتل خالد بن جعفر الكلابي، وعندما وصل خبر مقتل خالد إلى صديقه عمرو بن الأطنابة، قال: والله لو أنه كان مستيقظًا لما قدر عليه، ووالله إنني أود أن ألاقيه، فبلع الحارث بن ظالم ما قال ابن الأطنابة، فقال: والله إني لسوف آتيه وهو على ظهر حصانه، ولن ألقاه إلا وسيف على جنبه، فوصل ما قال إلى ابن الأطنابة، أنشد قائلًا:

أَبلغِ الحارثَ بن ظالمٍ الرِعديد
والناذر النُذور عَلِيَّا

أنِما يَقتلُ النيام ولا يقتلُ
يُقظانَ ذا سلاحٍ كمِيّا

ومعي شِكَّتي معابلُ كالجمرِ
وأعددت صارماً مَشرفيّا

لو هَبطتَ البلادَ انسيَتُكَ
القتلَ كما يُنسيء النَسيء النَسِيّا

فبلغ الحارث بن ظالم ما قال من شعر، فتوجه من فوره إلى المدينة، وسأل عن بيته، حتى دلوه عليه، فتوجه إلى بيته، ونادى عليه، قائلًا: ساعدني يا ابن الأطنابة، فخرج إليه عمرو، وقال له من أنت؟، وماذا تحتاج؟، فقال له: أنا رجل من بني فلان، خرجت أريد قومًا، فخرج لي قوم قريب منكم، وأخذوا مني كل ما كان معي، وأريد منك أن تساعدني على أن أعيد ما هو لي.

فجهز نفسه، ولبس سلاحه، وساروا حتى خرجوا من المدينة، وعندما تأكد ابن ظالم بأنهم ابتعدوا عن المدينة، قال لابن الأطنابة: هل أنت نائم أم مستيقظ؟، فقال له: لا بل مستيقظ، فقال له: أنا الحارث بن ظالم، فأخرج سيفك وقاتلني، فقال له ابن الأطنابة: لقد أخذتني على حين غرة، فاصبر حتى أخرج سيفي، فقال له: حسنًا أخرجه، فقال له: أخاف أن تقتلني قبل أن أخرجه، فقال له: عليك العهد بأن لا أقتلك حتى تخرج سيفك وتكون جاهزًا للقتال، فقال له ابن الأطنابة: لن أخرج سيفي ولن أقاتلك، فانصرف الحارث وهو ينشد قائلًا:

بلغتنا مقالة المرء عمرو
فأنفنا وكان ذلك بديا

قد هممنا بقتله وبرزنا
فلقيناه ذا سلاح كميا

غير ما نائم تعلل بال
حلم معدا بكفه مشرفيا

فمننا عليه بعد علو
بوفاء وكنت قدما وفيا

ورجعنا بالصفح عنه وكان
المن منا عليه بعد تليا

نبذة عن ابن الأطنابة:

هو عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، وهو من قبيلة الخزرج، أمه الإطنابة، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأحد فرسان العرب.


شارك المقالة: