قصة قصيدة أبني سعيد إنكم من معشر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبني سعيد إنكم من معشر

في العرب العديد من القبائل التي تعد قبائلًا ذات نسب وشرف، والانتساب إليها يشرف كل رجل من رجالها، فتجد الواحد منهم ينشد القصائد فخرًا بقبيلته، وعلى المقابل من ذلك نجد العديد من القبائل التي تعد من أسفل قبائل العرب، ويعتبر شؤم على الرجل أن ينتسب إلى هذه القبائل، ومن هذه القبائل قبيلة باهلة التي تعد من أقل قبائل العرب شرفًا، وقصة قصيدتنا عن هذه القبيلة.

أما عن مناسبة قصيدة “أبني سعيد إنكم من معشر” فيروى بأن رجلًا دخل في يوم من الأيام على القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي، وجلس معه، وبينما هما جالسان قال قتيبة للرجل: إن أعطيتك نصف ما أملك فهل تقبل أن تكون من باهلة؟، فقال له الرجل: لا، فقال له قتيبة: فهل تقبل أن تكون من باهلة ولك كل ما أملك؟، فقال له الرجل: لا، فقال له قتيبة: فإن كانت لك الجنة، فهل تقبل أن تكون من باهلة؟، فسكت الرجل قليلًا، ومن ثم قال لقتيبة: نعم، أقبل بذلك، ولكن على شرط، فقال له قتيبة: وما هو هذا الشرط؟، فقال له الرجل: أن لا يعرف أهل الجنة بأني من باهلة.

وفي خبر ذلك أنشد العديد من الشعراء قصائدًا، ومن ذلك قول الشاعر:

إذا قـيـــــل لـلـكـلـــــب يـا بـاهـــــلـي
عوى الكلب من شؤم هذا النسب

ومن ذلك أيضًا قول الشاعر:

وما ينفعُ الأصلُ من هاشمٍ
إذا كانت النفسُ من باهلة

وأيضًا قول الشاعر:

فما سألَ اللهَ عبدٌ لهُ
فخابَ ولو كانَ من باهلة

وقال آخر:

لكل أخي مدح ثواب يعده
وليس لمدح الباهلي ثواب

مدحت ابن سلم والمديح مهزة
فكان كصفوان عليه تراب

وقال أحمد بن يوسف الكاتب لولد سعيد:

أبني سعيد إنكم من معشر
لا يعرفون كرامة الأضياف

قوم لباهلة بن يعصر إن هم
نسبوا حسبتهم لعبد مناف

قرنوا الغداء إلى العشاء وقربوا
زاداً لعمر أبيك ليس بكاف

وكأنني لما حططت إليهم
رحلي نزلت بأبرق العزاف

ينا كذاك أتاهم كبراؤهم
يلحون في التبذير والإسراف

نبذة عن أحمد بن يوسف الكاتب

هو أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح العجلي، المعروف بالكاتب، وهو من أهل الكوفة، ولي ديوان الرسائل للخليفة المأمون


شارك المقالة: