قصة قصيدة أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي

اقرأ في هذا المقال


كان عقاب من يخرج عن أمر الخليفة القتل، إلا إذا عفا عنه الخليفة، ومن هذا ما حصل مع محمد بن البعيث عندما خرج ضد الخليفة المتوكل، وعفو الخليفة عنه عندما أمسك به، واليوم نقص عليكم قصته مع المتوكل.

من هو محمد بن البعيث؟

ابن البعيث محمد بن البعيث بن حلبس الربعي، شاعر من شعراء العصر العباسي، وكان قد خرج على الخليفة المتوكل في بداية عهد خلافته.

قصة قصيدة أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي

أما عن مناسبة قصيدة “أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي” فيروى بأن أحد قادة الخليفة المتوكل، ويدعى بغا الشرابي، قد دخل في يوم من الأيام إلى مدينة سامراء، وكان معه محمد بن البعيث، وهو أحد الثائرين ضد الحكم العباسي، وقد ساقه إليها وهو مكبل بالقيود، وكان معه أخويه صقر وخالد، كما كان معه مساعده العلاء، بالإضافة إلى عدد كبير ممن كان معه، وكان عددهم يزيد على المائة وثمانين شخصًا، وعندما اقتربوا من سامراء، أركبوهم على الإبل، لكي يتمكن أهلها من رؤيتهم.

وعندما قام بغا بوضع محمد بن البعيث بين يدي الخليفة المتوكل، أمر الخليفة بأن يقطعوا له رأسه، فأتى السيافون، ووقفوا فوق رأسه، وسيوفهم في أيديهم، وهم ينتظرون أمر الخليفة، فقال له الخليفة: ويحك، ما الذي دفعك لإلى فعل ما فعلت؟، فقال له محمد: الشقوة يا مولاي، وأنت الحبل الممدود بين الله وبين خلقه، وإني أظن بك ظنين، وأقربهما إلى قلبي هو أقربهما إليك، فقال له الخليفة: وما هو؟، فقال له: العفو، ثم أخذ ينشد قائلًا:

أبى النّاسُ إلاّ أنّك اليومَ قاتلي
إمامَ الهدى و الصّفح بالحرّ أجمل

و هل أنا إلاّ جُبلةٌ من خطيئةٍ
و عفوُكَ من نورِ النبوّةِ يُجبلُ

يمدح الشاعر الخليفة المتوكل، ويقول بأنه على الرغم من أن الناس يرون بأنه سوف يقتله، إلا أنه استمد قدرته على العفو من نور النبوة.

تضاءلَ ذنبي عندَ عفوِكَ قلّةً
فمن بعفوٍ منكَ و العفوُ أفضل

فإنّكَ خيرُ السّابقين إلى العُلا
و لا شكّ أنْ خير الفعاليْن تفعل

فقال الخليفة: إن عنده أدبًا، ومن ثم أمر بأن يوضع في السجن بدلًا من قتله، وبقي في السجن حتى تمكن من الهروب، وقد أنشد حينما هرب من السجن قائلًا:

كم قد قضيت أمورا كان أهملها
غيري وقد أخذ الإفلاس بالكظم

لا تعذليني فيما ليس ينفعني
إليك عني جرى المقدور بالقلم

سأتلف المال في عسر في يسر
إن الجواد الذي يعطي على العدم

الخلاصة من قصة القصيدة: عندما وقف محمد بن البعيث بين يدي المتوكل أمر بقتله، فطلب منه العفو، وأنشده أبياتًا من الشعر، فعفا عنه الخليفة، ووضعه في الحبس بدلًا من قتله.


شارك المقالة: