قصة قصيدة أتاني يشتكي كيد النساء

اقرأ في هذا المقال


اختلف الناس على مر العصور على من هم الذين كيدهم قد غلب النساء أم الرجال، فمنهم من يقول بأن كيد النساء قد غلب، ومنهم من يقول بأن كيد الرجال قد غلب، وهذه إحدى القصص على التي تدعم من يقولون بأن كيد النساء يغلب كيد الرجال.

من هو أحمد الزهراني؟

هو أحمد بن قران الزهراني، أستاذ جامعي وباحث، وهو واحد من أشهر الأدباء المعاصرين في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

وهو أحد شعراء القرن الماضي، وله عدة دواوين شعرية.

قصة قصيدة أتاني يشتكي كيد النساء

أما عن مناسبة قصيدة “أتاني يشتكي كيد النساء” فيروى بأن تاجرًا كان قد أصابه الغرور، فكتب على قطعة من الورق: كيد الرجال غلب كيد النساء، ووضع هذه الورقة على باب دكانه، وفي يوم من الأيام مرت فتاة شديدة الجمال من أمام دكانه، وقرأت ما على الباب، فلم يرقها ذلك، ودخلت إلى الدكان، وتحججت بأنها تريد شراء بعض الحاجات منها.

وكانت كلما سألت عن شيء أخذت تتمايل وتنحني، حتى أعجب بها صاحب الدكان، ولم يتمالك نفسه من أن يسألها من تكون، فقالت له تلك الفتاة: أنا ابنة قاضي القضاة، فقال لها: ما أسعد أبيك فيك، فقالت له الفتاة: نعم ولكني أعاني الأمرين معه، فإنه لا يقبل أن يزوجني، فكلما أتى أحدهم، وطلبني للزواج منه، قال له: إن ابنتي عمياء، ولا تصلح للزواج.

فقال لها صاحب الدكان: وهل تقبلين الزواج مني، فقالت له: نعم، ولكن أبي سوف يرفض، فقال لها: أنا أتدبر أمر أبيك، فقالت له: حسنًا، فخرج صاحب الدكان من دكانه، وتوجه إلى مجلس قاضي القضاة، وطلب يد ابنته للزواج، فقال له القاضي: ولكن يا بني إن ابنتي عمياء، وهي لا تصلح للزواج، فقال له صاحب الدكان: ولكني أقبل بها كما هي، ويكفيني بأنها ابنة قاضي القضاة، فوافق القاضي على أن يزوجها منه، وأجلسه مع ابنته، وعندما رآها، وجد بأنها ليست الفتاة التي دخلت إلى دكانه، وبأنها عمياء، وشديدة القبح، فخرج من عن القاضي، وعاد إلى دكانه، وهو حزين على ما أصابه، وأنزل العبارة التي على باب دكانه.

وبعد عدة أيام عادت تلك الفتاة إلى دكانه، وعلى وجهها ابتسامة، وقالت له: ها أنت قد أقررت بأن كيدنا قد غلب كيدكم، فقال لها: نعم، ولكن بعد فوات الأوان، فقالت له: إن خلاصك بين يدي، فقال لها: وكيف ذلك، فقالت: عليك أن تبحث عن جماعة من الغجر، وتأخذهم معك إلى حفل زفافك على أنهم أهلك، ففعل، وأخذهم معه، وعندما رآهم القاضي سأله عنهم، فأخبره بأنهم أهله وأصحابه، وبأنه لا يستطيع أن ينكر نسبه إليهم، فصاح به القاضي: ونحن أيضًا لا نستطيع أن نتخلى عن نسبنا، فانصرف أنت وأهلك، فخرج من الزفاف، وهو فرح، وعاد إلى الدكان.

وفي اليوم التالي، أتته الفتاة، فاستقبلها خير استقبال، وأكرمها، وأخبرها بأن خطتها قد نجحت، وقد تخلص من ابنة القاضي، ثم سألها عن حقيقتها، فأخبرته، ومن ثم طلبها للزواج، فوافقت، وتزوج منها، وفي خبر ذلك أنشد الشاعر أحمد الزهراني قائلًا:

أتاني يشتكي كيد النساء
وفي خديه أوسمة الحياء

يقول الشاعر في هذا البيت بأن أحدهم أتاه يشتكي إليه كيد النساء، وهو خجل من الشكوى.

فقلت له رعاك الله مهلا
ولا تجزع فذاك من البلاء

أخبر الشاعر في هذا البيت من أتاه يشتكيه كيد النساء بأن لا يخف، لأن كيدهن من البلاء.

فأعقلهن تملك نصف عقل
وتزعم أنها أم الذكاء

الخلاصة من قصة القصيدة: كتب رجل على باب دكانه بأن كيد الرجال قد غلب كيد النساء، فأتته فتاة وجعلته يتعلق بها، وأخبرته بأنها ابنة القاضي، ولكن أباها يرفض تزويجها، ويقول بأنها عمياء، فذهب الرجل إلى القاضي وأخبره بأنه يريد الزواج من ابنته، فقال له القاضي بأنها عمياء، ولكنه أصر على الزواج منها، فوافق القاضي، وعندما جلس الرجل مع ابنة القاضي علم بأنها ليست تلك الفتاة، فعاد إلى دكانه، وأنزل عبارة كيد الرجال غلب كيد النساء، فعادت إليه الفتاة، ودلته على طريقة لكي يتهرب فيها من الزواج من ابنة القاضي، ففعلها، وتهرب من الزواج منها، وتزوج من تلك الفتاة التي أعجب بها.


شارك المقالة: