نروي لكم اليوم شيئًا من خبر الخليفة العباسي المكتفي بالله.
قصة قصيدة أجل الرزايا أن يموت إمام
أما عن مناسبة قصيدة “أجل الرزايا أن يموت إمام” فيروى بأنه من بعد أن توفي الخليفة المعتضد بالله بويع للخلافة ابنه أبو محمد علي المكتفي بالله، وكان هو أول خليفة من بعد الخليفة علي بن أبي طالب الذي اسمه علي، وهو الخليفة الوحيد الذي كانت كنيته أبا محمد من بعد الحسن بن علي بن أبي طالب، ولما توفي والده وولي هو الخلافة دخل عليه أحد الشعراء وأنشده أبياتًا من الشعر قال فيها:
أجلُ الرزايا أن يموتَ إمام
وأسنى العطايا أن يقومَ إمامُ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن واحدة من أكبر المصائب أن يموت إمام من أئمة المسلمين، وواحدة من أفضل العطايا أن يولى إمام آخر.
فأسقى الذي مات الغمام وجوده
ودامت تحيات له وسلامُ.
وأبقى الذي قامَ الآله وزاده
مواهبُ لا يفنى لهنَّ دوام
وتمت له الآمالُ واتصلت بها
فوائد موصول بهنَّ تمتم
هو المكتفي بالله يكفيه كلما
عناهُ بركنٍ منه ليسَ برام
فوقع منه ما قال ذلك الشاعر وقعًا حسنًا، واستلطفه، وأمر له بجائزة سخية.
ويروى بأنه في فترة خلافته قاتل القرامطة قتالًا شديدًا، وقتل رجلًا من كبارهم يقال له يحيى بن زكوريه القرمطي، كما وقام بقتل أخاه الحسين وغلامه وابن عمه، وكل هؤلاء من مدعي النبوة، فظفر بهم وقتلهم جميعًا، كما وفتحت أنطاكية في عهده، وكان فيها عدد كبير من الأسرى المسلمين.
وعندما اقترب أجله، وأحس بأنه مفارق بعث في طلب أخيه أبي الفضل جعفر بن المعتضد، كما وقام بإحضار القضاة، وأشهدهم على نفسه بأن الخلافة من بعده سوف تكون له، ولقبه بالمقتدر بالله.