قصة قصيدة أحاد أم سداس في أحاد

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من الأساطير في أدبنا العربي، واليوم نقص عليكم إحدى هذه الأساطير، التي تروي مقتل نعش.

من هو المتنبي؟

هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، شاعر من شعراء العصر العباسي، أعظم شعراء العرب، ولد في الكوفة.

قصة قصيدة أحاد أم سداس في أحاد

أما عن مناسبة قصيدة “أحاد أم سداس في أحاد” فيروى في الأدب العربي بأن سهيل النجم الشهير قد قام بقتل نعش، وكان لنعش سبعة بنات، وعندما وصلهن مقتل أبيهن على يد سهيل أقسمن ألا يقمن بدفن والدهن إلا بعد أن يثأروا له من قاتله، واتهمن الجدي، وهو نجم القطب بقتل والدهن، وقام سهيل بالهروب صوب الجنوب الشرقي، وحملت أربع من بنات نعش نعش والدهن، وسار خلفه ثلاث بنات، واحدة منهن حامل، والأخرى معها طفل صغير، والثالثة عرجاء تمشي ببطء، وكن يلحقن بالجدي، ويطلبن الثأر منه، ويطلبن منه أن يعترف بقتل أبيهن، وهو واقف مكانه لا يتزحزح، مصر على براءته، ولا يبالي بهن.

وبقين يدرن حوله طوال الدهر، بينما كان القاتل الحقيقي قريبًا من الأفق، لا يظهر إلا قليلًا، ويختفي بسرعة، كلما ظهر بان منه بريق أحمر، وهو دم نعش، ودليل على أن الجدي بريء من قتله، وما زلن بناته منذ قرون عديدة يدرن حول أبيهن، ويطاردن ندم سهيل، فلم يدركن ثأرهن، ولا قمن بدفن جثة والدهن، ولا استراحت أبدانهن.

وقد تم ذكر بنات نعش في الأدب العربي، ففيهن يقول المتنبي:

أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ
لُيَيلَتُنا المَنوطَةُ بِالتَنادِ

كَأَنَّ بَناتِ نَعشٍ في دُجاها
خَرائِدُ سافِراتٌ في حِدادِ

يقول المتنبي بأن بنات نعش في السماء يبدون كأنهن في حداد على والدهن.

أُفَكِّرُ في مُعاقَرَةِ المَنايا
وَقودِ الخَيلِ مُشرِفَةَ الهَوادي

زَعيمٌ لِلقَنا الخَطِّيِّ عَزمي
بِسَفكِ دَمِ الحَواضِرِ وَالبَوادي

إِلى كَم ذا التَخَلُّفُوَالتَواني
وَكَم هَذا التَمادي في التَمادي

وَشُغلُ النَفسِ عَن طَلَبِ المَعالي
بِبَيعِ الشِعرِ في سوقِ الكَسادِ

وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ
وَلا يَومٌ يَمُرُّ بِمُستَعادِ

مَتى لَحَظَت بَياضَ الشَيبِ عَيني
فَقَد وَجَدَتهُ مِنها في السَوادِ

مَتى ما اِزدَدتُ مِن بَعدِ التَناهي
فَقَد وَقَعَ اِنتِقاصي في اِزدِيادي

وأما الشاعر أبي العلاء المعري فقد اختار لسهيل طريقًا آخر، وفيه قال:

وسهيلٌ كوَجْنَةِ الحِبِّ في اللَّون
وقلبِ المحبِّ في الخفقانِ

الخلاصة من قصة القصيدة: تقول الأساطير بأن سهيل قام بقتل نعش، وبأن بنات نعش استمررن منذ الأزل بالبحث عن قاتل أبيهن، وطلب الثأر منه.


شارك المقالة: