نروي لكم اليوم شيئًا من خبر أبي بكر الصولي وعلمه واتصاله بالخلفاء.
قصة قصيدة أحببت من أجله من كان يشبهه
أما عن مناسبة قصيدة “أحببت من أجله من كان يشبهه” لأبي بكر الصولي، فيروى بأن أبو بكر محمد بن عبد الله الصولي، الذي سمي بالصولي نسبة إلى جده صون تكين، وكان أهله من ملوك جرجان، كان واحدًا من العلماء المشهورين في العديد من فنون الأدب، وكان صاحب معرفة واسعة في أخبار الملوك وأيام الخلفاء ممن سبق، ومآثر الشرفاء وطبقات الشعراء،
وكان أبو بكر الصولي نديمًا لعدد من خلفاء بني العباس، ومنهم الخليفة الراضي بالله، والخليفة المكتفي بالله، والخليفة المقتدر بالله، وكان أبو بكر من أحسن الناس في زمانه في لعب الشطرنج، حتى أن الناس أصبحوا يدعونه بالشطرنجي، وكان الخليفة المكتفي بالله يحب الماوردي ويرى بأنه أفضل لاعب شطرنج في بغداد، وعندما سمع عن جودة لعب أبي بكر أقام مباراة بينهما، ورأى الصولي بأن الخليفة منحاز للماوردي، فانتصر عليه بطريقة جميلة وسريعة، فنظر الخليفة إلى الماوردي نظرة فيها خيبة واستحقار، ومنذ تلك اللحظة أصبح يفضل الصولي.
ومن شعره أنه في يوم من الأيام وقع في غرام فتاة من فتيات مدينة بغداد، فأنشد فيها متغزلًا:
أحببت من أجله من كان يشبهه
وكل شيء من المعشوق معشوق
يقول الشاعر في هذا البيت بأنه قد أحب من أجل محبوبته من كان يشبهها، فكل شيء يشبه المعشوق هو معشوق.
حتى حكيت بجسمي ماء مقلته
كأن سقمي من عينيه مسروق
ويروى بأنه روى جزء في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فطلبه خاصة الناس وعوامها لكي يقتلوه، فهرب من بغداد، وتوجه صوب الكوفة، وأقام فيها حتى توفي في عام ثلاثمائة وست وثلاثون للهجرة.