قصة قصيدة أحب الملاح البيض قلبي وربما
أمّا عن مناسبة قصيدة “أحب الملاح البيض قلبي وربما” فيروى بأنه كان هنالك جارية من جاريات اليمامة، يقال لها عنان، وفي اليمامة نشأت، وتعلمت قول الشعر، فأصبحت واحدة من أفضل الشاعرات في عصرها، حتى أنها كانت تنافس الشعراء في حسن شعرها، وفي يوم من الأيام اشتراها رجل يقال له الناطفي، وكانت عنان مشهورة بأنها ذات وجه جميل، لها في الأدب والشعر، وكانت تمتاز بسرعة البديهة، وردها السريع.
وكان العديد من فحول الشعراء في زمنها يأتون إلى مجلس مولاها، فيساجلونها ويعارضونها، ولكنها كانت تنتصر عليهم جميعًا، وكان من بين هؤلاء الشعراء أبي نواس، والحسن بن هانئ، وغيرهم العديد من أفضل شعراء العصر العباسي، وفي يوم من الأيام كان مولاها في السوق، فلقي شاعرًا يقال له أبو الحبش، فوقف معه، وطلب منه أن يأتي إلى مجلسه، وينافسها في الشعر، فوعده أبو الحبش بأن يأتيه في اليوم التالي، ومن ثم توجه إلى بيته، وجلس وهو يفكر ويحيك أبياتًا من الشعر، وأمضى طوال الليلة، وهو يفكر فيه، حتى أتاه بيتين من الشعر.
وفي صباح اليوم التالي خرج أبو الحبش من منزله، وتوجه إلى مجلس الناطفي، واستأذن للدخول إلى مجلسه، وعندما أذن له، ودخل إلى المجلس، رد السلام على الناطفي، وجلس، وبينما هو جالس أمر الناطفي أحد غلمانه بان يخرج، ويحضر له عنان، وعندما أتت عنان ودخلت إلى المجلس، التفت الناطفي إلى أبي الحبش، وقال له: هات أسمعنا ما عندك، فأخذ أبو الحبش ينشد قائلًا:
أحب الملاح البيض قلبي وربما
أحب الملاح الصفر من ولدا الحبش
بكيت على صفراء منهن مرةً
بكاءً أصاب العين مني بالعمش
فأنشدت عنان رادة عليه بسرعة ومن دون أي تردد قائلة:
بكيت عليها إن قلبي يحبها
وإن فؤادي كالجناحين ذو رعش
تعنيتنا بالشعر لما أتيتنا
فدونك خذه محكماً يا أبا حبش
نبذة عن الشاعر أبي حبش
هو أبو حبش، شاعر من شعراء العصر العباسي، عاصر العديد من الشعراء العباسيين من أمثال أبي نواس، لم يرد ذكره في التاريخ.