قصة قصيدة أحجاج لم تشهد مقام بناته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أحجاج لم تشهد مقام بناته

أمّا عن مناسبة قصيدة “أحجاج لم تشهد مقام بناته” فيروى بأن الخليفة عبد الملك بن مروان كتب في يوم من الأيام بكتاب إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، وبعث له في الكتاب بأن يقوم ببعث رأس أسلم بن عبد البكري، لما بلغه عنه، وعندما وصل الكتاب إلى الحجاج بعث رجاله لكي يحضروا له أسلم البكري، فذهب رجاله وأحضروه له، وعندما أتوه به، وأدخلوه إلى مجلسه، فقال أسلم له: يا أيها الأمير، إنك حاضر وإن أمير المؤمنين غائب، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ}، وإن ما وصل أمير المؤمنين عني هو باطل، وغير صحيح، وإني أيها الأمير أعيل أربعة وعشرين امرأة، ولا يوجد لهن أحد غيري يعيلهن، وهن ينتظرن على باب مجلسك.

فأمر الحجاج بأن يدخلوهن إلى المجلس، وعندما دخلن، وبدأن بالحديث، أصبحن يذكرن قرابتهن له، فبدأت إحداهن قائلة: أنا عمته، وتبعتها خالته، ومن ثم أخته، ومن ثم ابنته، ومن بعد ذلك تقدمت فتاة عمرها بين الثمانية والعشرة، التي قالت: أصلح الله الأمير، ومن ثم نزلت على ركبتيها، وأخذت تنشد قائلة:

أَحَجَّاجُ لَمْ تَشْهَدْ مَقَامَ بَنَاتِهِ
وَعَمَّاتِهِ يَنْدُبْنَهُ اللَّيْلَ أَجْمَعَا

أَحَجَّاجُ كَمْ تَقْتُلْ بِهِ إِنْ قَتَلْتَهُ
ثَمَانًا وَعَشْرًا وَاثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعَا

أَحَجَّاجُ مَنْ هَذَا يَقُومُ مَقَامَهُ
عَلَيْنَا فَمَهْلًا أَنْ تَزِدْنَا تَضَعْضُعَا

أَحَجَّاجُ إِمَّا أَنْ تَجُودَ بِنِعْمَةٍ
عَلَيْنَا وَإِمَّا أَنْ تُقَتِّلَنَا مَعَا

فبكى الحجاج وقال للنساء: والله إني لن أعين أحد عليكن، ولن أزيدكن تضعضعًا، ومن ثم بعث بكتاب إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وأخبره بقصة الرجل، وبقصة النساء اللواتي يعيلهن، فبعث عبد الملك بن مروان إليه بكتاب يأمره به بأن يقوم بإطلاق سراح الرجل، وأن يكافئ الفتاة الصغيرة، وأن يتفقدها في كل وقت، ففعل الحجاج كما أمره أمير المؤمنين، وأطلق سراح الرجل، وأحسن إليه وإلى ابنته.

نبذة عن ابنة أسلم بن عبد البكري

هي شاعرة من شاعرات العصر الأموي، لم يعرف اسمها، وكان لها مع الحجاج بن يوسف الثقفي.


شارك المقالة: