قصة قصيدة أحمامة حلبت شؤونك أسجما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أحمامة حلبت شؤونك أسجما

أمّا عن مناسبة قصيدة “أحمامة حلبت شؤونك أسجما” فيروى بأن نسب إبراهيم بن الهرمة يعود إلى قبيلة الخلج الذين يعود نسبهم إلى قريش، وقد ولد إبراهيم في المدينة المنورة، ونشأ فيها، وعندما كبر أصبح شاعر الحجاز، وأفضل شعراء زمانه، ولكنه وعلى الرغم من كل ذلك فقد وصف بالبخل والقصر وكراهة الهيئة، وقد قال في يوم من الأيام عن نفسه: “أنا ألأم العرب، دَعيّ أدعياء”.

وكان إبراهيم بن الهرمة يحب الشراب، ولا يصبر على تركه، وكان عندما يذهب عقله يصبح مستهترًا، وكان كثيرًا ما يقام عليه الحد، وبقي على هذه الحال حتى أقبل في يوم على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، ومده بقصيدة، فأحب الخليفة القصيدة، وأمره أن يطلب ما يريد، فطلب منه إبراهيم أن يكتب إلى عامله في المدينة المنورة، ويأمره بأن لا يعود إلى جلده، فبعث أبي جعفر إلى عامله بكتاب، أمره فيه أن يجلد من يأتيه بابن الهرمة مائة جلده، ويجلد ابن الهرمة ثمانين، فأصبح أهل المدينة حينما يمرون به وهو سكران، يقول لهم: من يشتري ثمانين جلدة بمائة.

وكان إبراهيم من آخر الشعراء الفصحاء الذين يؤخذ في شعرهم في اللغة والنحو، ويحتج به، فقد كان شعره كثير ومتين، وكان على صورة الشعر في العصر في الشعر الجاهلي، وقد هر على شعره آثار الانتقال من زمن الخلافة الأموية إلى زمن الخلافة العباسية، وقد كان أهل الشعر في زمانه يقدرونه، وكان ذلك بسبب سلامة شعره من الركاكة، وبسبب قدرته الكبيرة على تصريف المعاني.

وكان إبراهيم بن الهرمة يرى كل ذلك في نفسه، ومن شعره الذي يفتخر فيه بنفسه، قصيدته التي قال فيها:

أَحَمامَةٌ حَلَبَت شؤونَكَ أَسجَما
تَدعو الهَديلَ بِذي الأَراكِ سُجوعُ

أَم مَنزِلٌ خَلَقٌ أَضَرَّ بِهِ البلى
وَالريحُ وَالأَنواءُ وَالتَوديعُ

بِلوى كُفافَةَ أَو بِبُرقَةَ أَخزَمٍ
خيمٌ عَلى آلاتِهنَّ وَشيعُ

عَجِبَت أُمامَةُ أَن رأَتني شاحِباً
ثَكَلَتكَ أُمُّكَ أَيُّ ذاكَ يَروعُ

قَد يُدرِكُ الشَرَفَ الفَتى وَرِداؤُهُ
خَلَقٌ وَجَيبُ قَميصِهِ مَرقوعُ

وَيَنالُ حاجَتَهُ الَّتي يَسمو لَها
وَيُطِلُّ وِترَ المَرءِ وَهوَ وَضيعُ

إِمّا تَرِيني شاحِباً مُتَبَذِّلاً
وَالسَيفُ يَخلقُ غِمدُهُ فَيَضيعُ

فَلَرُبَّ لَذَّةِ لَيلَةٍ قَد نِلتُها
وَحَرامُها بحَلالِها مَدفوعُ

بأوانِسٍ حورِ العُيونِ كَأَنَّها
آرامُ وَجرَةَ جادَهُنَّ رَبيعُ

صَيدُ الحَبائِلِ تَستَبين قُلوبَنا
وَدَلالَهُنَّ مُخَلَّقٌ مَمنوعُ

نبذة عن إبراهيم بن هرمة

هو أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الكناني القرشي، من شعراء المدينة المنورة، كان يشتهر بشعر الغزل.


شارك المقالة: