الشاعر معن بن أوس بن نصر بن زياد بن أسعد بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن عداء بن عثمان بن مزينة، هو شاعر فحل من شعراء العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، قام بمدح العديد من الصحابة، ويعتبر معن أحد أشعر شعراء الجاهلية، من أهل المدينة المنورة، ارتحل إلى الشام والبصرة، وذهب بصره في آخر أيام عمره، وتوفي معن بن أوس المزني في عام ستمائة وثلاثة وثمانون ميلادي في المدينة المنورة.
قصة قصيدة أخذت بعين المال حتى نهكته
عن مناسبة قصيدة “أخذت بعين المال حتى نهكته” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان عبيد الله بن عباس كان في يوم من الأيام جالسًا في أحد مساجد مكة المكرمة يحدث في الناس، وبينما هو يحدث فيهم هدم بيت بالقرب من المسجد، فخرج جميع الحاضرون لكي يروا ما حصل في الخارج، ولم يبق سوى غلام ينصت له، حتى أكمل، وعندما انتهى من حديثه، قال لوكيله: كم بقي معنا؟ فقال له الوكيل: ألف دينار، فقال له: اعط هذا الغلام ثلثيها، وابق لنا ثلثها، وقد كان لعبيد الله مجزرة في السوق، فكان يذبح بها الإبل، ويطعم الناس من لحمها.
وفي يوم من الأيام قرر معن بن أوس المزني أن يزوره في بيته، فتوجه إليه، وطرق عليه بابه، فخرج إليه، وأدخله، فدخل مجلسه، وجلس معه، وسأله عبيد الله بن العباس عن حاله، فأجابه قائلًا: والله إن ديني قد كثر، ولم أعد استطيع العمل كما سبق، ومن ثم أنشد قائلًا:
اَخذتُ بِعَينِ المالِ حَتّى نَهِكتُهُ
وَبالَدَّينِ حَتّى ما أَكادُ أُدانُ
وَحَتّى سَأَلتُ القَرضَ عِندَ ذَوي الغِنى
وَرَدَّ فُلانٌ حاجَتي وَفُلانُ
فقال له عبيد الله: وكم دينك؟ فقال له معن المزني: عشرة آلاف درهم، فأمر له بما يسد عنه دينه، فأنشد معن المزني قائلًا:
إنك فرع من قريش وإنما
تمج الندى منها البحور الفوارع
هم قادة للدين، بطحاء مكة
لهم وسقايات الحجيج الدوافع
ولما دعوا للموت لم تبك مثلهم
على حدث الدهر العيون الدوامع