قصة قصيدة أخلفت عهدي بعد ما

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الخليفة حسن الهادي:

أبو محمد موسى الهادي بن أبو عبد الله محمد المهدي، الخليفة العباسي الرابع، ولد في عام مائة وأربعة وأربعون للهجرة، تولى الخلافة بعد وفاة والده الخليفة محمد المهدي، توفي عام مائة وسبعون للهجرة، وتولى الخليفة هارون الرشيد الخلافة من بعده.

قصة قصيدة أخلفت عهدي بعد ما:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أخلفت عهدي بعد ما” فيروى بأنّه كان للخليفة العباسي حسن الهادي جارية، وكان اسم هذه الجارية غدير، وقد كان الخليفة يحبها حبًا شديدًا، وفي يوم وبينما هو بين جلسائه، أخذ يفكر، وغاب في تفكيره عمن كان معه، وتغير لون وجهه، فسأله أحدهم قائلًا: ما بك يا أمير المؤمنين؟، فقال له الخليفة: لقد تبادر إلى ذهني بأنّي أموت وبأنّ هارون أخي يأخذ الخلافة من بعدي، ويتزوج من غدير، فقال له سائله: أفديك بنفسي يا أمير المؤمنين، أطال الله بعمرك.

وبعث الخليفة أخاه هارون، وأخبره بما تبادر إلى ذهنه، وحلفه الأيمان إن هو مات أن لا يتزوج من غدير من بعده، فأقسم له هارون الرشيد بأنّه لن يتزوج منها، ومن ثم بعث في طلب الجارية غدير، وحلفها بأن لا تتزوج بعد وفاته، فحلفت هي الأخرى، ولم يلبث الخليفة حسن الهادي شرين بعد ذلك إلا مات، وبعد وفاته تقدم هارون الرشيد لخطبة غدير، فقالت له: يا مولاي، لقد حلفنا أيمانا للخليفة بأن لا نتزوج، فقال لها: أدفع الكفارة عني وعنك، فتزوجا وكان يحبها جدًا، حيث أنّه كان عندما تنام لا يتحرك خوفًا منه أن يزعجها فتستيقظ، وفي يوم وبينما هي نائمة، استيقظت وهي مذعورة، فقال لها الخليفة: ما بك، فقالت له: لقد جاءني الهادي في منامي، وأنشدني قائلًا:

أخلفت عهدي بعد ما
جاورت سكان المقابر

ونسيتي وحنثت في
أيمانك الكذب الفواجر

ونكحت غادرة أخي
صدق الذي سماك غادر

أمسيت في أهل البلى
وعددت في الموتى الغوابر

لا يهنك الألف الجديــد
ولا تدر عنك الدوائر

ولحقت بي قبل الصباح
وصرت حيث غدوت صائر

فقال لها الخليفة: هو مجرد منام، لا تقلقي، ولكنّها لم تهدأ وبقيت ترتجف وترتعد حتى ماتت قبل الصباح.


شارك المقالة: