قصة قصيدة أخ لي على جور الزمان وعدله

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر الأمير يغمر بن عيسى، وشيئًا من صفاته، والرسالة التي وجدت في منزله بعد أن توفي.

من هو يغمر بن عيسى؟

هو يغمر بن عيسى بن العكبري، أمير وأديب من دمشق، عاش في العصر العباسي.

قصة قصيدة أخ لي على جور الزمان وعدله

أما عن مناسبة قصيدة “أخ لي على جور الزمان وعدله” فيروى بأن ابن الكعبري وهو الأمير يغمر بن عيسى وهو من مواليد دمشق، كان رجلًا ذو فضيلة، صاحب شمائل حبوة وفطنة متيقظة، وقد اتسم الأمير يغمر بشجاعته، فقد كان مقدامًا، بالإضافة إلى علمه بالأدب، ولكن أمل هذا الأمير قد خان، وأجله قد حان، وجرى القدر  بانتهاء حياته، وانضباب كوكبه الدري، وكبوة جواده، وذلك في عام خمسمائة وتسع للهجرة.

وبعد أن توفي الأمير يغمر وجدوا في منزله رسالة بخط يده، وفي هذه الرسالة ذكر بأبيات من الشعر مجموعة من المقاصد، ومنها معاشرة الإخوان، وما فعله به الدهر والزمان، وفي هذه القصيدة أيضًا ذكر الصيد والقنص، وشرب الخمر، بالإضافة إلى تقلب الأيام، وفي هذه القصيدة أنشد الأمير يغمر قائلًا:

أَخ لي على جَوْر الزمان وعَدْله
وعوني على استهضامه واشتماله

يفخر الشاعر بأصحابه على الرغم من جور الزمان، فهم له عون في نوائب الدهر.

إِذا غالني خَطْبٌ وقاني بنفسه
وإِن نالني جَدْبٌ كفاني بماله

فتىً جعل المعروف من دون عِرْضه
ولم يقتنع عنه بزُرْقِ نِصاله

أَباد أَعاديه بغَرْبِ حُسامه
وجاد لِعافيه بسَيْب نَواله

كريمٌ فما الغيثُ الهَتون إِذا همى
يُباريه باسْتهلاله وانْهماله

وكما الرِّزق إِلاّ من طَلاقةِ وَجهه
وما الموتُ إِلاّ لمحةٌ من جَلاله

وما البحر إِلاّ قطرةٌ من مَعينه
ولا البدر إِلاّ دُرّةٌ من كماله

وما العلمُ إِلاّ لفظةٌ من مقاله
ولا الفضلُ إِلا خَلّةٌ من خِلاله

وما الأَرض إِلاّ حيث مَوْطِئ نَعْلِه
ولا النّاس إِلاّ من ذَوِيه وآله

فلا زال مَعْمورَ الجَناب مُسَلَّماً
ولا زالت الأَقدارُ طَوْعَ مقاله

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الأمير يغمر بن عيسى صاحب شمائل حميدة، شجاع مقدام، عالم بالأدب، ولكنه توفي وهو ما يزال شابًا، وعندما توفي وجدوا في منزله رسالة بخط يده، تحتوي على العديد من المقاصد.

المصدر: كتاب "خريدة القصر وجريدة العصر" تأليف عماد الدين الكاتب كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: