قصة قصيدة أرى آل يربوع وأفناء مالك

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أرى آل يربوع وأفناء مالك

أمّا عن مناسبة قصيدة “أرى آل يربوع وأفناء مالك” فيروى بأنه كان بين بني السيد وبني مالك بن ضبة وبين عدي بن عبد مناة ترام، يقال لها ذات الزجاج، وفي يوم رمي رجل يقال له عمرو بن حشفة فمات من فوره، فقام بنو السيد برمي رجل منهم يقال له مدلج بن صخر، ولكنه لم يمت، ومكث أيامًا وهو طريح الفراش.

وفي يوم من الأيام مر رجل من بني عدي يقال له معلل على بني السيد، ولم يكن يعلم بخبر ما حصل، فقاموا بالإمساك به، وشدوا وثاقه، ولكنه تمكن من الإفلات منهم، وقال لسالم العدوي: إن مات مدلج، فيكون رجل برجل، وإن لم يمت أخذتم بدية صاحبكم، فوافق على ذلك، وانتظر القوم لكي يروا ما الذي سوف يحصل لمدلج، ولكن مدلج لم يمت، فأتوا إلى سالم لكي يقتلوه، ولكن رجلًا يقال له أخثم منعهم عنه، فقالوا له: إلى متى سوف تمنعه عنا، فمهما قمت بإبعادنا عنه، فسوف يأتي يوم ونتمكن من الإمساك به، فأما الدية فوالله لا نقبلها أبدًا، فجعل لهم موعدًا، وأخبرهم بأنه إن لم يمت مدلج في هذا الموعد فسوف يعطيهم سالم، وقبل الموعد بيوم مات مدلج، ولكنهم قتلوا سالم، فأنشد في خبر ذلك سويد بن كراع قائلًا:

أَرى آلَ يُربوعٍ وَأَفناءَ مالِكٍ
أَعضُّوكَ في الحَربِ الحَديدِ المُنَقَّبا

هُمُ رَفعوا فَأسَ اللِجامِ فَأَدرَكَت
لِهاتَكَ حَتّى لَم تَدع لَكَ مَشرَبا

فَإِن عُدتَ عادوا بِالَّتي لَيسَ فَوقَها
مِنَ الشَرِّ إِلاّ أَن تَبيتَ مُحَجَّبا

وَتُصبِح تُدري الكُعكَبِيَّةَ قاعِدا
وَيُنتَفَ مِن ليتيكَ ما كانَ أَزغَبا

فَهَل سَأَلوا فينا سَواءَ الَّذي لَهُم
وَهَل نَحنُ أَعطَينا سِواهُ فَتَعجَبا

نبذة عن سويد بن كراع

هو سويد بن كراع العُكلى، وكراع اسم أمه واسم أبيه عمرو، وهو رجل من بني الحارث بن عوف، كان شاعرًا مقدمًا عند أهل قومه، كما أنه كان فارسًا شجاعًا، عاش في العصر الأموي، وعاصر كلًا من الجرير والفرزدق.

وقد جعله ابن سلّام في الطبقة التاسعة من فحول شعراء الجاهلية.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: