قصة قصيدة أرى الأثل من وادي العقيق مجاوري
أمّا عن مناسبة قصيدة “أرى الأثل من وادي العقيق مجاوري” فيروى بأن يزيد بن سلمة بن سمرة ابن الطثرية، كان شاعرًا من شعراء العصر الأموي، وهو من بني قشير بن كعب، وقد عرف يزيد بحسن أخلاقه، وجمال حديثه، وكان صاحب أموال، ثريًا، وكان صاحب مكانة عالية عند أهله وقومه.
وقد شارك يزيد بن الطثرية في حرب وقعت بين قومه وبين بني حنيفة، وكان ذلك في يوم من أيام العرب يقال له يوم الفلج، وبينما كان يقاتل علقت سترته بغصن شجرة، فكان من السهل على أعدائه أن يقتلوه، فأحاطوا به، وقطعوا له يده، ومن ثم قاموا بقتله، وعندما وصل خبر مقتله إلى أخته زينب، حزنت على موتهحزنًا شديدًا، ورثته بقصيدة قالتها وهي تبكي قائلة:
أرى الأثل من وادي العقيق مجاوري
مقيماً وقد غالت يزيد غوائله
فتىً قُدّ قَدّ السيف لا متضائلٌ
ولا رهلٌ لباته وبآدله
فتىً لا ترى قدّ القميص بخصره
ولكما توهى القميص كواهله
فتىً ليس لابن العم كالذئب إن رأى
بصاحبه يوماً دماً فهو آكله
يسرك مظلوماً ويرضيك ظالماً
وكل الذي حمّلته فهو حامله
إذا نزل الأضياف كان عذوراً
على الحي حتى تستقلّ مراجله
إذا ماطها للقوم كان كأنه
حميٌّ وكانت شيمةً لا تزايله
إذا القوم أموا بيته فهو عامدٌ
لا حسن ما ظنوا به فهو فاعله
إذا جدّ عند الجدّ أرضاك جدّه
وذو باطلٍ إن شئت أرضاك باطله
وقالت ترثيه أيضًا:
مضى وورثناه دريس مفاضةٍ
وأبيض هندياً طويلاً حمائله
فتى كان يروى المشرفي بكفه
ويبلغ أقصى حجرة الحي نائله
كريمٌ إذا لاقيته متبسماً
وإما تولى أشعث الرأس جافله
ترى جازريه يرعدان وناره
عليها عدا ميل الهشيم وصامله
يجران ثنياً خيرها عظم جاره
بصيراً بها لم تعد عنها مشاغله
ولو كنت في غلٍّ فبحت بلوعتي
إليه للانت لي ورقت سلاسله
ولما عصاني القلب أظهرت عولةً
وقلت ألا قلبٌ بقلبي أبادله
نبذة عن زينب بنت الطثرية
هي زينب بنت سلمة بن سمرة بن سلمة الخير القشيرية، اشتهرت ببنت الطثرية وهو اسم أمها.