قصة قصيدة أرى ماء وبي عطش شديد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أرى ماء وبي عطش شديد

أمّا عن مناسبة قصيدة “أرى ماء وبي عطش شديد” فيروى بأن الخليفة هارون الرشيد كان يحب جارية من جواريه حبًا شديدًا، وفي يوم من الأيام أراد أن يراودها عن نفسها، فقالت له: إن أباك كان يحبني، فتركها، ولم يقترب منها، وأخذ حبه لها يزيد حتى كاد أن يخرج على وجهه، فكان ينشد فيها متمثلًا بشعر ابنه الأمين، قائلًا:

أرى ماءً وبي عَطَشٌ شديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ

أما يكفيكِ أنَّكِ تَملِكيني
وأنّ الناسَ كلَّهُمُ عبيدي

وأنَّكِ لو قطعتِ يدي ورجلي
لقلتُ من الرضا أحسنتِ زيدي

وفي يوم استشار القاضي في خبر تلك الجارية، فقال له القاضي: وهل كلما قالت لك جارية شيئًا، صدقتها؟، فقال له: لا يوجد فوق الخلافة شيئًا، وفي يوم من الأيام استأذن منصور بن عمار للدخول إلى مجلسه، فأذن له، وأدخله، وعندما دخل، قربه الخليفة منه، وأجلسه أمامه، حتى التصقت ركبتيه بركبتي منصور بن عمار، وشكا له حاله مع تلك الجارية، فقال له منصور: أصلح الله أمير المؤمنين، يا مولاي، إن تواضعك في شرفك، أحسن عندنا من شرفك، فقال له الخليفة بأن يعظه، فقال له منصور: من كان حشمًا في جماله، وكان يعطي من نقوده، وعادل في حكمه، جعله الله من الأبرار والصديقين، فبكى الخليفة بكاءً شديدًا.

ومن ثم قال له زدني، فقال له: لو أنك أردت أن تشرب شربة من الماء، ولكنك لم تستطع أن تحصل عليها، ومن ثم وجدتها، ولكن سعرها كان نصف حياتك، فهل كنت ستشتريها؟ فقال له الخليفة: نعم والله، فقال له: ولو أنك بعد أن شربتها، بقيت في معدتك، ولم تتمكن من إخراجها، فهل تشتري خروجها من جسمك بما تبقى من حياتك؟، فقال له: نعم والله: فقال له: قبح الله دنيا تشترى بشربة ماء.

نبذة عن محمد الأمين

هو أبو عبد الله محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس، وهو سادس الخلفاء العباسيين، ولد في مدينة بغداد، وفيها توفي.


شارك المقالة: