من هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي؟

اقرأ في هذا المقال


العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي وكنيته بأبي الفضل، هو أحد أعمام  الرسول محمد -رضي الله عنه- وثاني من أسلم منهم، إذ لم يسلم منهم سوى هو وحمزة، كان من صحبة الرسول كما أنّه عديلهُ فزوجة النبي محمد ميمونة بنت الحارث أخت زوجته لبابة الكبرى بنت الحارث، والدته هي أم ضرار نتيلة بنت جناب النمرية، أنجبت أم ضرار العباس بن عبد المطلب في مكة المكرمة قبل عام الفيل بثلاث سنين.

من هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي؟

هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، هو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، إخوانه وأخواته أبو طالب وعبد الله وحمزة والزبير والحارث وأبو لهب وصفية وعاتكة وأروى وأميمة وغيرهم، كان العباس صاحب لواء الحسين في كربلاء

كانت للعباس بن عبد المطلب أعمال مثل عمارةُ البيت الحرام والسّقاية في الجاهلية، قبل دخوله للإسلام شهد مع النبي محمد بيعة العقبة يقوم بتشديد العقد له، حضر العباس غزوة بدر مع قبيلة قريش مُكرهاً، فأُسر ففدا نفسه ثمّ رجع إلى مكة. قيل أنّه أسلم قبل عام الفتح بقليل وقيل أنّه أسلم وبقي في مكة، كان من الأشخاص الذين ثبتوا في غزوة حنين مع النبي محمد.

كان رسول الله محمد يقدّره بعد أن دخل الإسلام، إذ قال فيه: “إِنّ اللَّهَ تعالى اتخذني خليلاً، كما اتخذ إِبْراهيم خليلاً، ومنزلي ومنزل براهيم فِي الجنة تُجَاهَين، والعباس بن عبد المطلب مؤمن بين خَلِيلَيْن”، عباس وآل العباس من أهل بيت رسول الله الذين حرمت عليهم الصدقة، توفي العباس في عهد عثمان بن عفان في المدينة المنورة سنة 32 هـ وكان عمره 88 عام ودفن في بقيع الغرقد.

ولد العباس في مكة قبل عام الفيل بثلاث سنين، أي أنّه أكبر من النبي محمد بثلاث سنين، عن أبي رزِين قَال: “قيل للعاباس -رضي الله عنه-: أنت أكبر أَم رسُولُ اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم-؟ فقال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله”، ضاع العباس في الصغر فنذرت والدته نتيلة بنت جناب إن وجدته أن تقوم بإكساء البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، فوجدته ووفت بنذرها فكانت أوّل من فعل هذا.

السقاية في الجاهلية:

كان العباس في زمن الجاهلية أحد رؤساء قريش وله عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، تولى عبد المطلب بن هاشم السقاية بعد أن قام بحفر زمزم، ثمّ انتقلت بعده إلى ابنه أبو طالب، أملق أبو طالب بعض السنين فأخذ من أخيه العباس 10000 درهم إلى الموسم التالي، فأنفقها أبو طالب على الحجيج ذلك العام فيما يتعلق بالسقاية، في العام الذي يليه لم يكن مع أبي طالب شيء، فقال لأخيه العباس: أسلفني أربعة عشر ألف أيضا إلى العام المقبل لأعطيك جميع مالك، فقال له العباس: بشرط إن لم تعطني تترك السقاية لأكفلها؟ فقال نعم.

عندما جاء العام الذي يليه لم يحمل أبو طالب نقود ليعطيها للعباس فأعطاه السقاية كما وعد، بعد ذلك انتقلت السقاية من بعد العباس لابنه عبد الله ودام ذلك لزمن السفاح، ثمّ ايتعد بنو العباس عن كل هذا بعد أن تولّوا الخلاقة، انتقلت السقاية إلى آل الزبير الذي كان ذلك تعهُّد إليهم من قبل العباسيين، لا تزال السقاية في عقبه ويعرفون اليوم بآل عباس الهاشميين ويتوارثون حصص في السقاية المعروفة اليوم بمكتب الزمازمة.

إسلام العباس بن عبد المطلب ووفاته:

أسلم العباس في وقت لاحق ووقت إسلامه غير مؤكد، فهناك من يقول أنّه دخل الإسلام قبل فتح خيبر وقام بكتم إسلامه وأظهره يوم فتح مكة، قال أبو رافع: “كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل، وَأَسْلَمْتُ، وكان العباس يهاب قومه، ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه.

البعض الآخر يقول أنّ العباس أسلم قبل غزوة بدر وكان يقوم بكتابة ما تقوم به قبيلة قريش للنبي، كما أنّ المسلمين في مكة كانوا يتقوون به، بعد ذلك هاجر إِلى النبي وكان الرسول في طريقه إلى مكة، شهد معه فتح مكة وانقطعت الهجر وقد فرح النبي محمد بإسلامه، يقول أبو رافع أنّه بشر النبي بإسلام العباس فأعتقه، إذ أنّ العباس وهب أبا رافع للنبي.

في آخر عمر العباس بن عبد المطلب كفّ بصره، حيث قام بإعتاق سبعين مملوك عند موته، توفي في المدينة المنورة سنة 32 هـجري، قام بنو هاشم بإرسال مؤذنين ليخبروا الناس بوفاته، فأتى عدد عظيم من الناس لجنازته، وازدحموا عليه ليحملوه وليدفنوه، فاضطر الخليفة عثمان بن عفان أن يأتي بالشرطة ليفرق الناس عنه وحضر غسله عثمان بن عفان، وغسله علي بن أبي طالب، وعبد الله ابنه وأخواه قثم، وعبيد الله، فصلىَ عليه عثمان ودُفِنَ في بقيع الغرقد.

المصدر: تاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء والأشراف في الإسلام، ستانلي بول، ترجمة، عباس إقبالأدب صدر الإسلام، عبد المجيد الإسداوي الخلفاء الراشدون، أمين القضاة عصر صدر الإسلام، يوسف عطا الطريفي


شارك المقالة: