نروي لكم اليوم ما كان من خبر الحطيئة والزبرقان بن بدر، حينما صنع الزبرقان معروفًا مع الحطيئة، ولكن الحطيئة قابل معروفه بهجائه.
قصة قصيدة أزمعت يأسا مبينا من نوالكم
أما عن مناسبة قصيدة “أزمعت يأسا مبينا من نوالكم” للحطيئة فيروى بأن الزبرقان بن بدر لقي لقي الحطيئة في يوم من الأيام فقال له: من أنت؟، فقال له: أنا أبو مليكة، فقال له الزبرقان: إني أريد وجهًا، فسر إلى منزلي وابق هنالك حتى أرجع إليك، فتوجه حطيئة صوب منزل الزبرقان، ودق الباب، فخرجت له امرأة الزبرقان، وأدخلته وأكرمته، فحسده بنو عمه على ما هو فيه، فبعثوا إليه، وقالوا له: إن تحولت إلينا أعطيناك مائة ناقة، ونضع لك في كل ناحية من نواحي بيتك حلة محبرة، وقالوا لزوجة الزبرقان: إن زوجك إنما أحضر هذا الشيخ ليتزوج من ابنته، فأثر ذلك في نفسها.
وعندما أراد القوم الخروج من الحي، للبحث عن مكان جديد للإقامة فيه، تخلف عنهم الحطيئة، وتغافلت زوجة الزبرقان عنه، فوفى له القوم بما وعدوه، فأنشد يمدحهم ويهجو الزبرقان قائلًا:
أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن قد يأس من القرب منهم، ولن ترى رجلًا يطرد الحر إلا إن كان يائس.
أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ
ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ
جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ
مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ
دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي
وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ
سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ