قصة قصيدة أسأل القادمين من حكمان

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أسأل القادمين من حكمان

لا يقوى من يحب على الابتعاد عن محبوبته، وإن ابتعدت عنه اشتاق إليها، وذهب عقله، حتى يعود ويراها، ومن هؤلاء العاشقين شاعرنا أبو نواس الذي لم يكن يقوى على الابتعاد عن محبوبته، وإن ابتعدت عنه جن جنونه، حتى يعود إلى رؤيتها.

أما عن مناسبة قصيدة “أسأل القادمين من حكمان” فيروى بأن أبي نواس كان يحب جارية من جواري البصرة يقال لها جنان، وكان مولى هذه الجارية أبو مية، وزوجته يقال لها عمارة، وكان له أخ يقال له أبو عثمان، وكان لأبي عثمان ضيعة في منطقة يقال لها حكمان، وكان أبو عثمان يخرج إلى تلك الضيعة ومعه أبو مية وجاريته جنان، وفي يوم من الأيام خرج أبو عثمان وأبو مية وجنان إلى تلك الضيعة، وبينما هم هنالك اشتاق أبو نواس إلى جنان، فأخد ينشد قائلًا:

أَسأَلُ القادِمينَ مِن حَكَمانِ
كَيفَ خَلَّفتُمُ أَبا عُثمانِ

يسأل أبو نواس في هذا البيت القادمين من منطقة حكمان عن أخبار أبي عثمان وهو أخو مولى الجارية جنان.

وَأَبا مَيَّةَ المُهَذَّبَ وَالمَأمولَ
وَالمُرتَجى لِرَيبِ الزَمانِ

فَيَقولونَ لي جِنانُ كَما سَررَكَ
عَن حالِها فَسَل عَن جِنانِ

ما لَهُم لا يُبارِكُ اللَهُ فيهِم
كَيفَ لَم يُغنِ عِندَهُم كِتماني

وفي يوم من الأيام كان محمد بن عبد الملك بن مروان جالسًا في إحدى شوارع سامراء، وكان معه رجل يقال له أبو أحمد، فقال له محمد بن عبد الملك أنشدني شيئًا من الشعر، فأنشده شعر أبي نواس، قائلًا:

أَسأَلُ القادِمينَ مِن حَكَمانِ
كَيفَ خَلَّفتُمُ أَبا عُثمانِ

وكان إلى جانبه شيخ جالس، فأخذ الشيخ يضحك، فقال له محمد: إنك قد ضحكت لأمر، فما هو؟، فقال له: نعم، أنا هو أبو عثمان الذي أنشد فيه أبو نواس هذه القصيدة، وأبو مية هو ابن عمي، وجنان جارية أخي، ولم تكن جنان في موضع عشق منه، ولم يكن مذهبه النساء، ولكنه كان يعبث معها.

نبذة عن أبي نواس

هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، شاعر من شعراء العصر العباسي، اشتهر بشعر الخمريات.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان أخو مولى جنان يأخذها معه إلى ضيعة في منطقة يقال لها حكمان، وكانت حينما تذهب يشتاق إليها أبو نواس وله في ذلك شعر.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: