قصة قصيدة أشد قبال نعلي أن يراني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أشد قبال نعلي أن يراني:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أشد قبال نعلي أن يراني” فيروى بأنّه كان هنالك خصومة بين هدبة بن الخشرم وبين ابن عم له يقال له زيادة بن زيد، وكان أول ما أوقد نار الخصومة بينه وبين ابن عمه رهان أجراه رجل يدعى حوط بن خشرم، ممّا أدى إلى جر الناس إلى الحرب، ومن بعد ذلك نشأت علاقة بين زيادة وأخت هدبة، وعندما وصل خبر ذلك إلى هدبة قرر أن يفعل به مثلما فعل، فأصبح يقف في طريق أخت زيادة، ويتكلم معها كلما استطاع، حتى نشأت بينه وبينها علاقة حب، ووصل خبر ذلك إلى زيادة، فذهب إلى هدبة، وتكلم معه بخصوص ذلك.

ولكن الاثنين تقاتلا، فقام هدبة بقتل ابن عمه، وهرب من القبيلة، فلحق به رجالها حتى أدركوه، وأمسكوا به، واقتادوه إلى السجن، فسجن، وأنشد وهو هنالك قائلًا:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فـرج قـريب

فيأمن خائف ويفك عان
ويأتي أهله النائي الغـريب

وبعد أن قضى في السجن ما يقارب الستة أعوام، حكم عليه سعيد بن العاص والي المدينة المنورة بأن يسلم إلى أهل المقتول، لكي يقتصوا منه ويقتلوه كما قتل ابنهم، وعندما جاء يوم القصاص وذهب به لكي يتم قتله انقطع رباط نعله، فجلس يريد أن يصلحه، فقال له من كان يسوقه: أتقوم بإصلاحه وأنت على ما أنت عليه من حال؟، فأنشد قائلًا:

أشدُّ قبالَ نَعْلي أنْ يراني
عَدُوِّي في الحَوَادث مُسْتَكينَا

فرغما للعداة فلن يروني
على ما نابني إلا متينا

ومن ثم سلم إلى أهل المقتول، واقتصوا منه أمام والي المدينة.

نبذة عن الشاعر هدبة بن الخشرم:

هو هدبة بن الخشرم بن كرز، من بني عامر بن ثعلبة من سعد هذيم من قضاعة، أمه هي حية بنت أبي بكر بن أبي حية وهي شاعرة أيضًا، وهو واحد من شعراء العصر الجاهلي من أهل بادية الحجاز التي تقع بين تبوك والمدينة المنورة، اشتهر بفصاحة لسانه وشجاعته، فقد كان فارسًا من فرسان قبيلته.

توفي هدبة بن الخشرم في العام الخمسين من الهجرة في المدينة المنورة.


شارك المقالة: