قصة قصيدة أصبحت في السوق ينادي على

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أصبحت في السوق ينادي على

أمّا عن مناسبة قصيدة “أصبحت في السوق ينادي على” فيروى بأنه عندما تمكن ابن عمار من الانتصار على دار ملك بني طاهر، بدأت نفسه تسول له بأن يصبح ملك طائفة مرسية في شرق الأندلس، وأن يضبطها لنفسه، فبدأ يكيد الحيلة تلو الأخرى في ذلك إلى أن أصبح له ما أراد، وأصبحت مرسية تحت إمرته، وبعد ذلك بدأ يطمع في بلنسية، ولكن أحد رجال مرسية يقال له ابن رشيق وقف له، وقام معه الكثير من عامة الشعب، وبعض الجنود.

وعندما وصل خبر ذلك إلى ابن عمار، عاد إلى المدينة، وكانت أبواب المدينة مغلقة، فقام بمحاصرتها لعدة أيام، ولكنه لم يتمكن من الدخول إليها، فبقي حائرًا في أمره، لا يعرف ماذا يفعل، ولا أين يذهب، وكان المعتمد قد حمل عليه، فقرر أن يهرب إلى سرقسطة، وكان فيها بني هود، فأقام هنالك، ولكنه أطال البقاء عندهم، فثقل عليهم، وطردوه من بلادهم.

وبقي ابن عمار على هذه الحال، تطرده البلد تلو الأخرى، إلى أن دخل في يوم من الأيام إلى حصن من حصون الأندلس، وكان هذا الحصن يدعى شقورة، وكان شديد المنعة على أعدائه، وكان فيه رجل يدعى ابن عمار وهو كبير هذا الحصن، فأكرمه وأحصن نزله، ولكنه بعد أيام من إقامته عنده، ألقى القبض عليه، وأدخله السجن، فقال له ابن عمار: عليك أن تقوم بالكتابة إلى ملوك الأندلس، وتخبرهم بأنك قد تمكنت مني، وبأني مسجون عندك، فكلهم يرغبون في التمكن مني، وإن أشدهم رغبة في ذلك سوف يدفع لك ما تريد من مال، ففعل ابن مبارك ذلك، وعرضه على جميع الملوك، فدفعوا له به ما أراد، وفي خبر ذلك أنشد ابن عمار قائلًا:

أصبحت في السوق ينادي على
رأســي بــأنــواع مـن المـال

فـهـل فـتـى يـبـتـاعـني ماجد
أخــــدمـــه مـــدة إمـــهـــالي

تــاللَه لا جـار عـلى نـقـده
مـن ضـمـنـي بـالثـمن الغالي

أربـح بـهـا مـولاي من صفقة
فـي سـلعـة مـن تـرك الغـالي

نبذة عن ابن عمار

هو ذو الوزارتين أبو بكر بن عمار، شاعر من شعراء الأندلس، كان وزيرًا للمعتمد بن عباد حاكم إشبيلية.


شارك المقالة: