كثر في العصر الأندلسي شعر الهجاء، وازداد عدد شعراء الهجاء، ومن هؤلاء الشعراء الشاعرة نزهون بنت القلاعي الغرناطية التي اشتهرت بإجادتها لفن الهجاء، ومن ذلك قصتها مع الشاعر ابن القزمان.
من هي نزهون بنت القلاعي الغرناطية؟
هي نزهون محمد بن أحمد بن خلف القليعي الغساني، وهي شاعرة مجيدة من شعراء العصر الأندلسي، وقد اشتهرت نزهون بأنها تساجل الشعراء في الأندلس، واشتهر شعرها بقوته، واستخدامها لألفاظ لم يعتد الشعراء على وضعها في شعرهم كونها خادشة للحياء.
قصة قصيدة أصبحت كبقرة بني إسرائيل
أما عن مناسبة قصيدة “أصبحت كبقرة بني إسرائيل” فيروى بأن ابن القزمان كان زجالًا مشهورًا من زجالين العصر الأندلسي، وكان العديد من الحكام والولاة يطلبونه لكي يأتي إليهم، ويلاقيهم، ويقيم عندهم، وكانوا يريدون من ذلك سماع شعره، وفي يوم من الأيام قام والي غرناطة أبي بكر بن سعيد بدعوته إلى قصره في مدينة غرناطة، فسافر إلى هنالك، وتوجه إلى قصر الوالي، ووقف على باب مجلسه، وهو يرتدي حلة صفراء، وكانت الحلة الصفراء في ذلك الزمان حلة الفقهاء، وكان يريد من ذلك أن يتهكم من فقهاء ذلك العصر، وهم الذين أصبحوا ذو سلطة قوية في عصر المرابطين، واستأذن للدخول إلى مجلسه، فأذن له الوالي بالدخول، فدخل.
وكان في مجلس الوالي شاعرة يقال لها نزهون بنت القلاعي الغرناطية، وعندما رأت نزهون ابن القزمان، وما يرتديه، قالت له:
أصبحت كبقرة بني إسرائيل
ولكن لا تَسُرُّ الناظرين”،
تهجو الشاعرة نزهون بنت القلاعي الشاعر ابن القزمان، وما يرتديه، فقد كان يرتدي حلة صفراء، وتقول له بأنه يشبه البقرة الصفراء التي كانت في قصة نبي الله موسى، ولكنه لا يسر من ينظر إليه، كما كانت تفعل تلك البقرة.
فرد عليها ابن قزمان قائلًا:
إن لم أسُر الناظرين
فأنا أسُر السامعين
يرد الشاعر ابن قزمان على الشاعرة نزهون بنت القلاعي، ويقول لها بأنه إن كان شكله لا يسر من ينظر إليه، ولكن شعره يسر من يستمع إليه.
الخلاصة من قصة القصيدة: دخل ابن قزمان في يوم إلى مجلس والي غرناطة ابن سعيد، وكان يرتدي حلة صفراء، وعندما رأته الشاعرة نزهون بنت القلاعي الغرناطية هجته ببيت من الشعر فرد عليها.