قصة قصيدة أصبح القلب في الحبال رهينا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر عمر بن أبي ربيعة:

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ولد في مكة عام ثلاثة وعشرون للهجرة، اشتهر بمغازلة النساء، والتعرض لهن في أيام الحج، توفي في مكة عام ثلاثة وتسعون للهجرة.

قصة قصيدة أصبح القلب في الحبال رهينا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أصبح القلب في الحبال رهينا” فيروى بأنّه رجلًا من مكة كان عنده فتاة من أجمل فتيات الحجاز، فلم يكن لها مثيل في جمالها، وقد خاف عليها أبوها من أن يقول عمر بن أبي ربيعة بها الشعر، وأن يفضحها وينوه باسمها كما كان يفعل مع فتيات قريش من قبلها، فقرر أن يغادر مكة، وباع كل ما يملك في مكة، وتوجه إلى العراق، واشترى لنفسه منزلًا، وأقام هنالك حتى كبرت ابنته، وتوفي.

وعندما توفي هذا الرجل، استغربت الفتاة من أنَّ لا أحداً من أهل البصرة حيث هم مقيمون حضر جنازة والدها، فذهبت إلى جارية عندها، وسألتها قائلة: من نحن؟، ومن أين نحن؟، فأخبرتها الجارية أنّهم من الحجاز، فقالت لها الفتاة: والله إنّي لن أقيم في هذه البلاد التي أنا غريبة فيها يومًا بعد هذا، فقامت ببيع المنزل، وتوجهت إلى مكة، وكانت أيام حج.

وكان عمر بن أبي ربيعة ينتهز الفرصة في أيام الحج حتى يلتقي بالنساء القادمات من العراق والمدينة المنورة والشام، فكان يلبس أفضل ما عنده من ملابس، ويتحلّى بأجمل الحلل، ويركب حصانًا عربيًا أصيلًا مزين بأفضل الزينة، وفي يوم خرج لكي يلقى الفتيات القادمات من العراق، وكان يعرف المكان الذي يردن إليه، وبينما هو يبحث عن فتاة يتحدث معها، رأى الفتاة التي عادت إلى مكة عندما توفي والدها، وكانت كأنّها القمر من شدة جمالها، وكانت معها جاريتها.

وعندما رأى عمر بن أبي ربيعة الفتاة وجاريتها، قال للجارية: من أين أتيتم؟، فقالت له الجارية: إن كنت تسأل كل من يأتي من هنا من أين هو ومن هو، فلعل الله يخفف عنك تعبك، فقال لها عمر بن أبي ربيعة: أخبريني يا خالتي لعله يكون لذلك شأن، فقال له الجارية: لقد أتينا من البصرة، ولكن منشأنا وأصلنا من مكة، وها نحن قد عدنا إلى المنشأ ورحلنا إلى البلد، فضحك عمر بن أبي ربيعة، وبينما هو يضحك، قالت له الجارية: لقد عرفت من أنت، أنت عمر بن أبي ربيعة، فقال لها: وكيف عرفتيني؟، فقالت له: بسواد أسنانك، ومظهرك الذي ليس إلا لقريش، فأنشد قائلًا:

أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا
مُقصَداً يَومَ فارَقَ الظاعَنينا

عَجِلَت حُمَّةُ الفِراقِ عَلَينا
بِرَحيلٍ وَلَم نَخَف أَن تَبينا

لَم يَرُعني إِلّا الفَتاةُ وَإِلّا
دَمعُها في الرِداءِ سَحّاً سَنينا

وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ سِرّاً
قَبلَ وَشكٍ مِن بَينِكُم نَوَّلينا

أَنتِ أَهوى العِبادِ قُرباً وَبُعداً
لَو تُنيلينَ عاشِقاً مَحزونا

قادَهُ الطَرفُ يَومَ سِرنا إِلى الحَينِ
جِهاراً وَلَم نَخَف أَن يَحينا

فَإِذا نَعجَةٌ تُراعي نِعاجاً
وَمَهاً نِجلَ المَناظِرِ عينا

فَسَبَتني بِمُقلَةٍ وَبِجيدٍ
وَبِوَجهٍ يُضيءُ لِلناظِرينا

ومن بعد ذلك تزوج منها، وأنجبت له الأطفال.


شارك المقالة: