قصة قصيدة أصبح وجه الزمان قد ضحكا

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر أرض فدك، وهي أرض في الحجاز، ردها المأمون إلى آل أبي طالب.

قصة قصيدة أصبح وجه الزمان قد ضحكا

أما عن مناسبة قصيدة “أصبح وجه الزمان قد ضحكا” لدعبل الخزاعي فيروى بأن الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد جلس في يوم من الأيام للمظالم، فأمسك بأول رقعة، وأخذ ينظر إليها، ويقرأ ما فيها وهو يبكي، ومن ثم التفت إلى الحاضرين، وقال: من وكيل فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم؟، فقام إليه أحد الحاضرين، وكان شيخًا كبيرًا في السن، يرتدي دراعة وعمامة وخف بالٍ، وقال له: أنا يا أمير المؤمنين، فأمره أن يتقدم ويمثل بين يديه.

فتقدم الشيخ ووقف أمام الخليفة، وجعل يناظره في فدك -وهي أرض في الحجاز-، فكان الخليفة يحتج عليه وهو يحتج على الخليفة، وعندما انتهى الاثنان من المناظرة أمر الخليفة أن تسجل تلك الأرض لهم، فسجلت وأمضى عليها المأمون، فأنشد دعبل الخزاعي في خبر ذلك بيتًا من الشعر قال فيه:

أَصبَحَ وَجهُ الزَمانِ قَد ضَحِكا
بِرَدِّ مَأمونٍ هاشِمٍ فَدَكا

يقول الشاعر دعبل الخزاعي بأن الفرحة قد ملأت الزمان عندما رد المأمون فدك إلى أصحابها.

وبقيت تلك الأرض في أيديهم حتى عهد الخليفة المتوكل على الله، وكان في تلك الأرض إحدى عشرة نخلة، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم هو من غرس تلك النخلات بيده، وكان آل أبي طالب يأخذون ثمر تلك النخل، فإذا أتى الحجاج أهدوا إليهم منه، فيصلهم به مال وفير، فبلغ خبر ذلك إلى الخليفة المتوكل، فأمر رجل يقال له عبد الله بن عمر أن يجمع ذلك التمر ويعصره، فبعث عبد الله ببشر بن أمية الثقفي، فقطف الثمر وعصره، وجعله نبيذًا، وبعص به إلى الخليفة المتوكل إلى البصرة، فلم يصلها إلا وهو مالح.


شارك المقالة: