قصة قصيدة أضحت يمينك من جود مصورة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أضحت يمينك من جود مصورة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أضحت يمينك من جود مصورة” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج أمير المؤمنين المهدي إلى الصيد، وبينما هو في طريقه، لقيه رجل يقال له الحسين بن مطير، فتقدم الحسين إلى أمير المؤمنين، ووقف بين يديه، وسلم عليه، ثم أنشده قائلًا:

أضْــحَــتْ يَـمِـيـنُـكَ مِـنْ جُـودٍ مُـصَـوَّرَةً
لاَ بَـلْ يَـمِـيـنُـكَ مِـنْها صُوِّرَ الجُودُ
مِـنْ حُـسْنِ وَجْهِكَ تُضْحى الأرضُ مُشْرِقَةً
وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْري المَاءُ في العُودِ
لَوْ أَنَّ مِــنْ نُــورِهِ مِـثْـقَـالَ خَـرْدَلَةٍ
فِي السُّودِ طُرّاً إذاً لاَبْيَضَّتِ السُّودُ

فقال له أمير المؤمنين: والله إنك قد كذبت أيها الخبيث، وهل بقي مكان لأي أحد في شعرك بعد أن قلت في معن بن زائدة:

أَلِمَّا بمَعْنٍ ثمَّ قُولَا لقَبْرِهِ
سَقَتْكَ الغَوادِي مَرْبَعًا ثمَّ مَرْبَعَا

فيا قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ أوَّلَ حُفْرةٍ
منَ الأرضِ خُطَّتْ للسَّماحةِ مَضْجَعَا

ويا قَبْرَ مَعْنٍ كيفَ وارَيْتَ جُودَهُ
وقَدْ كانَ منهُ البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعَا؟!

بلىٰ، قدْ وَسِعْتَ الجُودَ والجُودُ مَيِّتٌ
ولَوْ كانَ حَيًّا ضِقْتَ حتَّىٰ تَصَدَّعَا

ولمَّا مَضَىٰ مَعْنٌ مَضَى الجُودُ وانْقَضَىٰ
وأصْبَحَ عِرْنِينُ المَكارِمِ أجْدَعَا

وما كانَ إلَّا الجُودَ صُورةُ خَلْقِهِ
فعاشَ زَمانًا ثمَّ وَلَّىٰ فوَدَّعَا

أبىٰ ذِكْرُ مَعْنٍ أنْ تَمُوتَ فِعالُهُ
وإنْ كانَ قَدْ لاقىٰ حِمامًا ومَصْرَعَا

فتًى عِيْشَ في مَعْرُوفِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ
كما كانَ بَعْدَ السَّيلِ مَجْراهُ مَرْتَعَا

تَمَنَّىٰ أُناسٌ شَأْوَهُ مِنْ ضَلالِهمْ
فأضْحَوْا علَى الأذْقانِ صَرْعىٰ وظُلَّعَا!

فقال الحسين بن مطير للخليفة المهدي: يا مولاي، وهل هو إلا حسنة من حسناتك؟ فضحك الخليفة وصفح عنه، وأمر له بألفي دينار، فأخذها وشكر الخليفة عليها، ثم انصرف.

نبذة عن الشاعر حسين بن مطير:

هو الحسين بن مطير الأسدي، من الشعراء المخضرمين، حيث شهد العصر الأموي والعصر العباسي الأول، ولد في نهاية القرن الأول الهجري، كان يسكن في إحدى القرى الواقعة على الطريق بين الكوفة ومكة المكرمة.

أخذ الحسين عن أهل البادية طباعهم، فكان يرتدي ملابسًا كملابسهم، ويتحدث كحديثهم، وقد اشتهر بمدح الخلفاء والأمراء، وكان ممن مدحهم الوليد بن يزيد، والخليفة العباسي المهدي.

توفي الحسين في عام مائة وسبعون للهجرة.


شارك المقالة: