قصة قصيدة أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من الشعراء الكبار الذين أخطأوا في موضع أو أكثر في شعرهم، ومنهم شاعرنا مروان بن أبي حفصة الذي مدح المأمون في بيت من الشعر، ولكنه أخطأ في وصفه في هذا البيت.

من هو مروان بن أبي حفصة؟

مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي، وهو شاعر من مخضرمي عصر صدر الإسلام والعصر الأموي، ولد في اليمامة في شبه الجزيرة العربية، وتوفي في مدينة بغداد في العراق.

قصة قصيدة أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا

أما عن مناسبة قصيدة “أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا” فيروى بأن الشاعر مروان بن أبي حفصة دخل في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، وكان قد جهز بيتًا من الشعر لكي ينشده إياه حينما يلقاه، وكان يرى هذا البيت بيتًا عظيمًا، وعندما وقف بين يديه، وأنشده هذا البيت، لم يعره المأمون أي اهتمام، ولم يعطه شيئًا جزاءً له، وخرج من عنده محرومًا، وعلى وجهه علامات الخيبة، وتوجه عائدًا إلى منزله، وبينما هو في الطريق إلى منزله، لقيه شاعر يقال له عمارة بن عقيل، ولاحظ بأنه ليس على ما يرام، فسأله عما به، فقال له مروان بن أبي حفصة: لقد دخلت إلى مجلس الخليفة المأمون، وأنشدته بيتًا من الشعر، ولكنه لم يرفع له رأسًا، فقال له عمارة: وما هو البيت الذي أنشدته إياه، فقال له: لقد قلت فيه:

أَضحى إِمامُ الهُدى المَأمونُ مُشتَغِلاً
بِالدينِ وَالناسُ بِالدُنيا مَشاغيلُ

يمدح الشاعر أمير المؤمنين المأمون، ويقول بأنه قد التهى بآخرته، وأعرض عن الدنيا، التي كل الناس بها مشغولون.

فقال له عمارة بن عقيل: ولكنك قد قمت بوصفه بصفة امرأة طاعنة في السن وفي يدها مسبحة، كان يجب عليك أن تقول فيه كما قال إبراهيم بن الهرمة في عبد العزيز بن مروان، حينما قال:

فَلا هُوَ في الدُنيا مُضيعٌ نَصيبَهُ
وَلا عَرَضُ الدُنيا عَن الدينِ شاغِلُهْ

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل مروان بن أبي حفصة إلى مجلس الخليفة المأمون، ومدحه في بيت من الشعر، ولكن الخليفة لم يعجب به، فشكا مروان ذلك لعمارة بن عقيل، فأخبره بأنه وصفه بصفة عجوز.


شارك المقالة: