قصة قصيدة أعاذل إن الرزء في مثل خالد

اقرأ في هذا المقال


كان دريد بن الصمة فارسًا من فرسان العصر الجاهلي، وأخبار غزواته كثيرة، واليوم نقص عليكم قصة غزوته التي قتل فيها أخوه خالد.

من هو دريد بن الصمة؟

هو دريد بن الصمة، من شجعان العرب في العصر الجاهلي، اشتهر بشجاعته.

قصة قصيدة أعاذل إن الرزء في مثل خالد

أما عن مناسبة قصيدة “أعاذل إن الرزء في مثل خالد” فيروى بأن خالد بن الصمة قام بغزو قبيلة عطفان، فتمكن من أخذ عدد كبير من الإبل منهم، فقال له أخوه دريد بن الصمة: علينا أن ننجو بأنفسنا، فقد أصبنا منهم ما نريد، وظفرنا، فقال له خالد: لن أغادر من هنا حتى أنحر من هذه الإبل إبلًا وأصنع منها طعامًا لأصحابي، وبقي ولم يستمع لكلام أخيه، فتتبع قوم فزارة، حتى أدركوه، وقاتلوه هو ومن معه، وتمكنوا من قتله، وكان ذلك في مكان يقال له اللوى.

وعندما أخذ رجال فزارة يقتلون من كان مع أخيه، اختبأ دريد بين القتلى، حتى أتى الليل، وأخذ فرسان بني فزارة يتفقدون القتلى، وعندما وصلوا إلى دريد قال رجل منهم: إني أرى عينيه كأنه ينظر إلينا، وأمر من معه أن ينزلوا فينظروا إن كان ما يزال على قيد الحياة، فنزلوا وكشفوا عنه ثوبه، فإذا هو خال من أي جرح، فطعنوه، وغادروا من عنده، وعندها نهض دريد، فلم يشعر بنفسه إلا وهو عند أرجل جمل لامرأة من هوازن، فعالجته حتى أفاق، وعندما أفاق أنشد يرثى أخاه ويتذكر عدم موافقته له على رأيه، قائلًا:

أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ
وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ

وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ
وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي

عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ
سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ

وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت
مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ

فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً
كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ

وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها
جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي

أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى
فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى
غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي

وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت
غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ

دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ
فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ

يصف دريد بن الصمة في هذا البيت لحظة موت أخيه، حينما ناداه قبل أن يموت، فلم يستطع الوصول إليه إلا بعد أن مات.

الخلاصة من قصة القصيدة: أغار أخو دريد بن الصمة على قوم، وأصاب منهم عددًا كبيرًا من الإبل، ورفض أن يهرب قبل أن يذبح إبلًا منها ويطعم أصحابه، حتى أدركه القوم، وقتلوه، فأنشد أخوه دريد شعرًا يرثاه فيه.

المصدر: كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: