قصة قصيدة أعاذل شكتي بدني ورمحي

اقرأ في هذا المقال


عندما يتعرف الإنسان إلى طريق الحق، يصبح ما دون ذلك غير مهم بالنسبة له، ومن ذلك ما حصل مع عمرو بن معد يكرب عندما أسلم، وقام ابن أخيه بتهديده بأنه سوف يقتله، فأنشد في ذلك أبياتًا من الشعر.

من هو عمرو بن معد يكرب؟

أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي، من شعراء العرب في العصر الجاهلي، وفرسانهم، أسلم وصحب الرسول صل الله عليه وسلم.

قصة قصيدة أعاذل شكتي بدني ورمحي

أما عن مناسبة قصيدة “أعاذل شكتي بدني ورمحي” فيروى بأن عمرو بن معد يكرب كان من شعراء العرب المشهورين بشجاعتهم وفروسيتهم، وكان قد سمع بخبر خروج رسول الله صل الله عليه وسلم في قريش، فتوجه إلى مجلس ابن أخيه قيس المرادي، وقال له: يا ابن أخي، إنك سيد في قومك، وقد وصلني خبر رجل من قريش، ويقال له محمد، ويقول بأنه نبي من عند الله، فاخرج معي إلى الحجاز لكي نتيقن من خبره، فإن كان كما يقول فإنك سوف تعلم صحة ذلك، ولن يخفى عليك أمره، وإن كان كذلك فسوف نقوم باتباعه، وإن كان سوى ذلك فسوف نعلم علمه، ونعود إلى ديارنا.

ولكن قيس المرادي رفض أن يخرج معه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، وعلى الرغم من رفضه فقد قام عمرو بن معد يكرب بالخروج إلى رسول الله، وأتاه وهو مع قومه، وسمع حديثه، وأسلم، وعندما وصل خبر ذلك إلى قيس المرادي قال: لقد خالفني عمرو، ولم يهتم لرأيي وأمري، وتوعده بأن يقتله، وعندما وصل خبر ذلك إلى عمرو أنشد أبياتًا من الشعر قال فيها:

أَعاذِلَ شِكَّتي بَدَني ورُمحي
وكلُّ مُقَلِّصٍ سَلِسِ القِيادِ

أَعاذِلَ إِنَّما أَفنى شبابي
وأَقرَحَ عاتقي ثِقَلُ النِّجادِ

تَمَنّاني ليلقاني أُبَيٌّ
وَدِدتُ وأينما منّي وِدادي

ولو لاقيتَني ومعي سلاحي
تَكَشَّفَ شَحمُ قَلبِكَ عن سَوادِ

أُريدُ حِباءَهُ ويُريد قَتلي
عَذِيرَكَ من خليلِكَ من مُرادِ

يعاتب الشاعر في هذا البيت ابن أخيه قيس المرادي، ويقول له بأن كل ما يريد منه هو أن يحبه، ولكن قيس يريد قتله.

تَمَنَّاني وسابغتي دِلاصٌ
كأَنَّ قَتِيرَها حَدَقُ الجَرَادِ

وسيفي كانَ من عهد ابن ضِدٍّ
تَخَيَّرَهُ الفتى من قومِ عادِ

ورُمحي العنبريُّ تَخالُ فيه
سِناناً مثلَ مِقباسِ الزِّنادِ

وعِجلِزَةٌ يَزِلُّ اللِّبدُ عنها
أَمَرَّ سَراتَها حَلَقُ الجِيادِ

إذا ضُرِبَت سمعتَ لها أَزيزاً
كَوَقع القطرِ في الأُدُمِ الجِلادِ

الخلاصة من قصة القصيدة: عندما سمع عمرو بن معد يكرب بخروج رسول الله، ذهب إلى ابن أخيه قيس المرادي، وأراد منه الخروج معه إليه، ولكن قيس رفض ذلك، فخرج عمرو لوحده، وأسلم، وعندما سمع قيس بذلك هدده بأنه سوف يقتله إن لقيه، فرد عليه عمرو بأبيات من الشعر.


شارك المقالة: