قصة قصيدة أعيني إلا تسعداني ألمكما

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر بشر بن مروان بن الحكم مع الحسن البصري.

قصة قصيدة أعيني إلا تسعداني ألمكما

أما عن مناسبة قصيدة “أعيني إلا تسعداني ألمكما” للفرزدق فيروى بأن عبد الملك بن مروان ولّى أخاه بشر ولاية الكوفة، ومن ثم ولاه البصرة أيضًا، فسار إليها ودخلها، وأقام في قصره، وبعد عدة أيام أتاه الحسن البصري مسلمًا، فقال له الحاجب: من أنت؟، فقال له: الحسن البصري، فعرفه الحاجب، وقال له: أدخل، ولكن لا تطل النظر إليه، وإن سألك سؤالًا فأجب باختصار، ولا تكلمه إلا إن سألك، وابق واقفًا حتى يأمرك بالجلوس.

فدخل الحسن البصري وكان بشر بن مروان على سريره، متكئ على سيفه، فرد عليه الحسن السلام، فقال له بشر: من أنت، هل أعرفك؟، فقال له: أنا حسن البصري، فقال له: أنت فقيه هذه المدينة؟، فقال له: نعم أنا هو، فقال له بشر: ماذا تقول في زكاتي، هل أعطيها للفقراء أم أبعثها للسلطان؟، فقال له: أي الاثنتين فعلت جزا عنك، فنظر بشر بن مروان إلى رجل بجانبه وقال له: لا يسود الرجل قومه إلا باستحقاق، ثم أومأ للحسن بالجلوس فجلس، فأخذ ينظر إليه خلسة، وكلما نظر الحسن البصري إليه أمال بصره عنه، وبعد مدة خرج الحسن من المجلس، وعاد مساءً فأخبروه بأن بشر محموم والأطباء عنده، فغادر وعاد في الصباح، فإذا به قد مات، فأخذوه ودفنوه بجانب الصحراء، فأتى الفرزدق وأنشد قائلًا:

أَعَينَيَّ إِلّا تُسعِداني أَلُمكُما
فَما بَعدَ بِشرٍ مِن عَزاءٍ وَلا صَبرِ

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه لا يوجد بعد موت بشر عزاء ولا صبر.

وَقَلَّ جَداءً عَبرَةٌ تَسفَحانِها
عَلى أَنَّها تَشفي الحَرارَةَ في الصَدرِ

وَلَو أَنَّ قَوماً قاتَلوا المَوتَ قَبلَنا
بِشَيءٍ لَقاتَلنا المَنِيَّةَ عَن بِشرِ

وَلَكِن فُجِعنا وَالرَزيئَةُ مِثلُهُ
بِأَبيَضَ مَيمونِ النَقيبَةِ وَالأَمرُ

عَلى مَلِكٍ كادَ النُجومُ لِفَقدِهِ
يَقَعنَ وَزالَ الراسِياتُ مِنَ الصَخرِ

أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرضَ هُدَّت جِبالُها
وَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ بَعدَكَ لا تَسري

المصدر: كتاب "الأوائل" تأليف العسكريكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: