قصة قصيدة "أقسمت يا نفس لتنزلنه"

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أقسمت يا نفس لتنزلنه

أمّا عن مناسبة قصيدة “أقسمت يا نفس لتنزلنه” فيروى بأنه بعد أن هزم المسلمون قريش في غزوة الأحزاب، قام الرسول صل الله عليه وسلم بعقد صلح الحديبية معهم، ومن بعد ذلك أرسل إلى ملوك البلاد القريبة ورؤساءها، وذلك لكي يدعوهم إلى الإسلام، وكان ممن بعث إليهم ملك بصرى، والذي بعث له برسالة مع الحارث بن عمير الأسدي، وبينما هو في طريقة اعترضه والي البلقاء وهو شرحبيل بن عمرو الغساني، وأمسك به وقطع له عنقه، وكان وقتها تحت حماية الرومان.

وكان متعارفًا بين الملوك والرؤساء بأنّ الرسل لا تقتل، وبأنّه لا يجوز أن يعترض أحد طريقهم، لأنّ وظيفتهم هي حمل الرسائل، وكان ما قام به شرحبيل الغساني انتهاكًا لهذا العرف، وكان وقع الخبر شديدًا على الرسول صل الله عليه وسلم، فجهز جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل، وساروا باتجاه محافظة الكرك في جنوب الأردن، وكان ذلك في العام الثامن من الهجرة، ووقعت المعركة بين جيش المسلمين من جهة وجيش الغساسنة والروم من جهة.

وكان الرسول قد وضع ثلاثة أمراء على جيش المسلمين، وهم: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وقال لهم: الأمير زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب فابن رواحة، وعندما أصيب زيد استلم جعفر الراية، وعندما أصيب جعفر أمسك بها عبد الله بن رواحة، ولكن نفسه كرهت الإقدام، فأنشدها قائلًا:

أَقسَمتُ يا نَفسُ لَتَنزِلِنَّه
طائِعَةً أَو لا لَتُكرَهِنَّه

إِن أَجلَبَ الناسُ وَشَدّوا الرَنَّة
ما لي أَراكِ تَكرَهينَ الجَنَّة

قَد طالَما قَد كُنتِ مُطمَئِنَّة
هَل أَنتِ إِلّا نُطفَةٌ في شَنَّه

جَعفَرُ ما أَطيَبَ ريحَ الجَنَّة

نبذة عن عبد الله بن رواحة

هو عبدالله بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة، من أهل المدينة المنورة، من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم، ومن ألقابه شاعر الرسول والقائد العسكري وشهيد مؤتة، استعمله الرسول صل الله عليه وسلم، لكي يرد عن الإسلام بفصاحة لسانه، كان يجاهد بسيفه وبلسانه، فحضر بدر وأحد، والخندق، وشهد صلح الحديبية.

تُعد هذه القصيدة نموذجًا للشعر الإسلامي الذي يُعبّر عن القيم والمبادئ الإسلامية.


شارك المقالة: