قصة قصيدة - أقفر من أهله ملحوب

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أقفر من أهله ملحوب”:

عُرف عن العبيد بن الأبرص أنه رجلاً فقيرًا لم يملك المال، ففي يوم من الأيام ومعه غنائم له وكان معه أخته تدعى ماوية، وهناك فمنعه رجل من قبيلة بني مالك بن ثعلبة فرجع مهمومًا حزينًا بما فعل به المالكي، وفي الطريق استظل هو وأخته تحت الشجرات حتى ناما، فتخيل أن المالكي نظر إليه نائمًا وأخته بجانبه فقال: “ذَاكَ عَبِيدٌ قَدْ أَصَابَ مَيَّاوبُيَا لَيْتَهُ أَلْقَحَهَا صَبِيَّا”.

فسمعه عبيد بن الأبرص قد ساءه إذ يرفع يديه نحو السماء متضرعًا فقال: “اللهم أن كان هذا ظلمني ورماني بالبُهتان فأدلني منه”، ثم نام، عبيد بن الأبرض لم يكن يكتب الشعر فأتاه في منامه بكبة من الشعر حتى ألقاها فيه، فقال له: قم! فقام وهو يذم بني مالك، فقال فيهم: “يا بَنِي الزَِّنْيَةِ مَا غَرَّكُمُلَكُمُ الوَيْلُ بِسِرْبَالٍ حَجَر”.

ما لا تعرف عن المعلقة عبيد بن الأبرص: تُعتبر هذه المعلقة من أشهر قصائد عبيد بن الأبرص؛ بسبب أن المنذر قد طلب إلى الشاعر أن يلقيها في حضرته، وقد أوردها التبريزي ضمن مجموعة (القصائد العشر).

أمّا عن قصة قصيدة “أقفر من أهله ملحوب” فقال في مطلعا بذكر منازل التي تخلو من العشب والناس التي تقلبت ضروف الزمان عليها، وبعدها انتقل إلى الحديث عن الحياة وسنها كيف تحول كل شيء وأيضاً تحدث عن نهاية الإنسان حتى الموت، ويذكر في بقية القصيدة وصف سفره بالناقة وأيضاً يصف فرسه.

ففي المقطع الأخير من هذه المعلقة يصف عبيد بن الأبرص المعارك التي جرت بين العقاب والثعلب ويظهر كيف انتصارها عليه وهذا الوصف قد يعكس جفاف المطلع الذي بدأ به الشاعر وقد استعان بالألوان القديمة، وأيضاً ذكر ابن سيده مثالاً على الشعر المهزول، فقال عنه ابن كنانة: والله لم أر أحدًا يقول هذه القصيدة على إقامة العروض، وقيل أيضاً عنه: كادت ألا تكون شعرًا.

أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ

فَراكِسٌ فَثُعَيلِباتٌ
فَذاتُ فِرقَينِ فَالقَليبُ

فَعَردَةٌ فَقَفا حِبِرٍّ
لَيسَ بِها مِنهُمُ عَريبُ

إِن بُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً
وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ

أَرضٌ تَوارَثُها شُعوبُ
وَكُلُّ مَن حَلَّها مَحروبُ

إِمّا قَتيلاً وَإِمّا هالِكاً
وَالشَيبُ شَينٌ لِمَن يَشيبُ

عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ
كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ

كما قال أيضاً:

فَنَفَضَت ريشَها وَاِنتَفَضَت
وَهيَ مِن نَهضَةٍ قَريبُ

يَدِبُّ مِن حِسِّها دَبيباً
وَالعَينُ حِملاقُها مَقلوبُ

فَنَهَضَت نَحوَهُ حَثيثَةً
وَحَرَدَت حَردَةً تَسيبُ

فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِها
وَفِعلَهُ يَفعَلُ المَذؤوبُ

فَأَدرَكَتهُ فَطَرَّحَتهُ
وَالصَيدُ مِن تَحتِها مَكروبُ

فَجَدَّلَتهُ فَطَرَّحَتهُ
فَكَدَّحَت وَجهَهُ الجَبوبُ

يَضغو وَمِخلَبُها في دَفِّهِ
لا بُدَّ حَيزومُهُ مَنقوبُ


شارك المقالة: