قصة قصيدة أقول لثابت والعبن تهمي

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر بئر الرمة، وشراء عثمان بن عفان له، وتصدقه به للمسلمين.

من هو مصعب بن عبد الله الزبيري؟

هو مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عالم من علماء المسلمين في العصر العباسي.

قصة قصيدة أقول لثابت والعبن تهمي

أما عن مناسبة قصيدة “أقول لثابت والعبن تهمي” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “نعم الحفير حفير المزني” وكان يعني بذلك بئر رومة، وكان بئر رومة لرجل من بني غفار، وعندما أتى المهاجرون إلى المدينة المنورة استنكروا ماء المدينة، وأصبحوا يشترون الماء من صاحب هذا البئر، فكان يبيع الماء بالمد، فقال له الرسول: “بعنيها بعين في الجنة”، ولكنه رفض أن يبيعه إياها، وقال له: يا رسول الله لا يوجد لي ولعيالي سوى هذه الماء نعيش منها، فلا أستطيع ذلك.

وعندما سمع عثمان ما قال الرسول صل الله عليه وسلم فيها قام بشراء نصفها بمائة دينار، وتصدق بها على المسلمين، فأخذ المسلمون يشربون منها، وعندما رأى صاحبها بأن المسلمون لم يعودوا يشترون الماء باع ما تبقى منها بسعر يسير لعثمان بن عفان، بتصدق عثمان بها كلها، هي الماء التي أنشد مصعب بن عبد الله الزبيري أبياتًا من الشعر يذكرها فيها ويتشوق إليها بينما كان في العراق، ففيها قال:

أقول لثابت والعبن تهمي
دموعا ما أنهنها انحدارا

أعرني نظرة بقرى دجيل
تحايلها ظلاما أو نهارا

فقال أرى برومة أو بسلع
منازلنا معطلة قفارا

يقول الشاعر بهذه الأبيات وهو مشتاق إلى بلاده بأنه يقول لثابت والدموع تملأ عينيه أن يعطيه نظرة إلى قرى دجيل، فقال له ثابت بأنه يرى بئر رومة ومنازلهم التي بسلع.

ويروى بأن تبع عندما أتى إلى المدينة أمر بحفر بئر له بالقرب من قصره في منطقة قباء بالقرب من المدينة، وسمي هذا البئر ببئر الملك، وفي يوم من الأيام دخلت عليه امرأة من بني زريق اسمها فاكهة، فشكا لها الملك ما حل بماء بئره من وباء، فخرجت الامرأة من عنده، وتوجهت إلى بئر رومة، وأحضرت له منه الماء، فشرب الملك من ماء رومة، وأعجب به، وطلب منها أن تحضر له من هذا الماء كل يوم، فأصبحت تحضره له يوميًا، وعندما خرج من المدينة المنورة، دعاها إلى عنده، وأعطاها كل ما بقي من متاعه، فنقلت كل ما أعطاها، وأصبحت من أكثر بني زريق مالًا حتى جاء الإسلام.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان بئر رومة لرجل من بني غفار، واشترى منه عثمان بن عفان نصفه، وجعله للمسلمين، فلم يعد صاحبه يبيع الماء، وباعه النصف الآخر فجعله كله للمسلمين، وماء رومة من أحسن الماء في المدينة المنورة.

المصدر: كتاب "الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف" تأليف شكيب أرسلانكتاب "معجم البلدان" تأليف ياقوت الحموي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: