قصة قصيدة ألا أبلغ حنش رسولا

اقرأ في هذا المقال


حصلت العديد من الوقائع عند العرب في العصر الجاهلي، واليوم نقص علكم خبر إحدى تلك الوقائع التي حصلت بين أبناء الحارث بن عمرو الكندي.

من هو سلمة بن الحارث؟

هو سلمة بن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي، فارس من فرسان العرب في العصر الجاهلي.

قصة قصيدة ألا أبلغ حنش رسولا

أما عن مناسبة قصيدة “ألا أبلغ حنش رسولا” فيروى بأنه عندما رأى كبار بكر بن وائل بأن سفهاء القوم قد غلبوهم على أمرهم، وأن القوي فيهم أكل الضعيف، وأن الأرحام عندهم قد تقاطعت، وأنه لا يوجد في يدهم حيلة على تغيير كل ذلك، فاقترحوا أن يضعوا عليهم ملكًا، يعطوه بعيرهم وشياههم، فينصف الضعيف على القوي، ويرد للمظلوم ما ظلم فيه، وقرروا أن لا يكون رجلًا من قبائلهم، فيرفضه بقية القبائل، فيفسد ما بينهم أكثر من قبل، فقرروا أن يكون ملكهم تبع، فأتوه وأخبروه بأمرهم، فوضع عليهم الحارث بن عمرو الكندي، فأتاهم ونزل منطقة يقال لها عاقل.

وقام الحارث بغزو ملوك الحيرة، وملوك الشام، ومن ثم مات، ومن بعد أن مات اختلف ابناه شرحبيل وسلمة، فالتقى الاثنان في منطقة يقال لها كلاب، وكان مع شرحبيل قبائل ضبة والرباب ، وبني يربوع، وقبائل بكر بن وائل، وكان مع سلمة قبائل تغلب والنمر وبهراء، وسبق سلمة ومن معه إلى ماء الكلاب، ونزلوا فيه، وعندما وصل شرحبيل ومن معه، التقى الجمعان، وقتل عدد كبير من بني يربوع، وقتل رجل يقال له أبو حنش شرحبيل، وبعثه إلى سلمة مع رجل من رجاله، وعندما رأى سلمة بأن أخاه قد قتل دمعت عيناه، وقال لمن أحضره: هل أنت من قتله؟، فقال له: لا، بل قتله أبو حنش، فقرر أن يثأر لأخيه، وهرب أبو حنش، فأنشد سلمة قائلًا:

ألا أبلغ حنش رسولا
فما لك لا تجيء إلى الثواب

تعلم أن خير الناس ميتا
قتيل بين أحجار الكلاب

يتوعد سلمة بن الحارث لأبي حنش قاتل أخيه، ويقول له ما بك لا تعود إلي لكي أعطيك ما تستحق جزاء لك على قتل أخي، وهو خير الناس، مقتول في كلاب.

تداعت حوله جشم بن بكر
وأسلمه جعاسيس الرباب

ومما يدل على أن قبائل بكر بن وائل كانت مع شرحبيل شعر الأخطل حينما قال:

أَبا غَسّانَ إِنَّكَ لَم تُهِنّي
وَلَكِن قَد أَهَنتَ بَني شِهابِ

أَتَيتُكَ سائِلاً فَحَرَمتَ سُؤلي
وَما أَعطَيتَني غَيرَ التُرابِ

إِذا ما اِختَرتُ بَعدَكَ جَحدَرِيّاً
عَلى قَيسٍ فَلا آبَت رِكابي

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن تولى الحارث بن عمرو الكندي أمر قبائل بكر بن وائل، وغزا معهم ملوك الحيرة والشام، مات، فاختلف ابناه من بعده، وتقاتلا، حتى قتل شرحبيل، فأراد أخاه سلمة أن يثأر له، ولكن قاتله هرب.

المصدر: كتاب "خزانة الأدب" تأليف عبد القادر البغدادي كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: