نبذة عن الشاعر أبو دلامة:
هو زند بن الجون، وقد اختلف المؤرخون على اسمه، والسبب في ذلك هو بأنه قد اشتهر بكنيته وهي أبو دلامة، وكني بأبي دلامة نسبة إلى جبل في مكة يدعى دلامة، وكان هذا الجبل أسودًا وصخوره ملساء، ولقب الشاعر بهذا اللقب بسبب الشبه بينه وبين الجبل.
ولد في الكوفة في القرن الثامن، وهو شاعر عباسي، اشتهر بكونه شاعر ساخر، عاصر أول ثلاثة خلفاء من خلفاء العصر العباسي، وقد كان عبدًا في بداية حياته، ومن ثم أعتقه سيده. وتوفي أبو دلامة في عام سبعمائة وسبعة وسبعون ميلادية.
قصة قصيدة ألا أبلغ لديك أبا دلامة:
أما عن مناسبة قصيدة “ألا أبلغ لديك أبا دلامة”، فيروى بأن أبا دلامة وهو أحد الشعراء الساخرين في العصر العباسي دخل في يوم إلى مجلس الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان عنده وزيره المهدي وابنه جعفر، وكان أيضًا جالس عنده رجل يدعى عيسى بن موسى، وعندما رآه المنصور قال له: والله يا أبا دلامة إني قد أقسمت بالله بأنك إن لم تقم بهجاء أحد من الجالسين لسوف أقطع لك لسانك.
فقال أبو دلامة في نفسه: إنه قد عاهد الله، وإن لم أقم بهجاء أحد لا بد أن يفعل ما عاهد عليه، ثم التفت إلى الجالسين فشاهد رجلًا يدعى خليفة، وابناه الاثنان، وابن عمه، فقرر أن يهجوهم، ولكنه أيقن بأنه إن هجا أحدهم فسوف يقتلونه، فأخذ يبحث عن أحد الخدم لكي يهجوه، ولكنه لم يجد أحد، فقال لنفسه: لقد أقسم علي أن أهجو أحدًا من الجالسين في المجلس، وأنا جالس في مجلسه، وليس لي سبيل إلا أن أقوم بهجاء نفسي، فأنشد قائلًا:
ألا أبلغ لَدَيكَ أبَا دُلامَه
فَلَيسَ مِنَ الكِرامِ وَلا كَرَامَه
إذا لَبِسَ العِمَامَةَ كانَ قِرداً
وَخِنزِيراً إذا نَزَعَ العِمَامَة
جَمَعتَ دَمَامةً وجَمَعتَ لُؤماً
كَذَاكَ اللُّومُ تَتبَعُهُ الدَّمَامَة
فإن تَكُ قَد أصَبتَ نَعِيمَ دُنيَا
فلا تَفرَح فَقَد دَنَتِ القيامة
فضحك أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور حتى كاد أن يقع عن كرسيه، ومن ثم أمر أحد رجاله بأن يعطيه جائزة، وقام كل رجل من الجالسين بإعطائه جائزة.