قصة قصيدة ألا بلغ أم المؤمنين بأننا
أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا بلغ أم المؤمنين بأننا” فيروى بأن شابًا من أهل الكوفة كان يعشق ابنة عم له، ولكن ابنة عمه لم تكن تحبه، وعلى الرغم من معرفته بذلك، فقد قرر هذا الشاب أن يذهب إلى عمه ويطلب يدها للزواج منه، فخرج من بيته في يوم من الأيام وتوجه إلى بيت عمه، وطرق على باب بيته، فخرج إليه عمه، وأدخله، فدخل الشاب إلى مجلس عمه، وجلس معه، وأخذ يتحدث إليه، ومن ثم طلب يد ابنته للزواج، فطلب عمه ابنته، وعندما دخلت إلى مجلسه، أخبرها بأن ابن عمها يريد الزواج منها، وسألها عن رأيها بذلك، ولكنها رفضت، فسألها والدها عن السبب، فأخبرته بأن ابن عمها فقير لن يستطيع إعالتها عندما تتزوج منه، فخرج الشاب من بيت عمه، وعاد إلى بيته.
وبعد عدة أيام قرر الشاب أن يخرج إلى أذربيجان، فخرج إلى هنالك مع بعض من الجند، وعندما وصل إلى هنالك أخذ يبحث عن عمل، فوجد عملًا وبدأ به، وبعد فترة من الزمان غني هذ الشاب، واشترى فرسًا وجارية، وبعث إلى ابنة عمه بكتاب يخبرها فيه بحاله، وكتب في آخر الكتاب:
ألا بلغ أمّ المؤمنين بأنّنا
غنينا وأغنينا الغطارفة الجّرد
بعيد مناط المنكبين إذا جرى
وبيضاء كالتّمثال زيّنها العقد
فهذا لأيّام الغدو وهذه
لحاجة نفسي حين ينصرف الجّند
وعندما وصل الكتاب إلى ابنة عمه، وقرأت ما فيه، كتبت له بكتاب قالت له فيه:
إذا شئت غناني غلامٌ مرجلٌ
ونازعته في ماء معتصر الورد
وإن شاء منهم ناشىءٌ مدّ كفّه
إلى كبدٍ ملساء أو كفلٍ نهد
فما كنتم تقضون حاجة أهلكم
شهوداً فتقضوها على النّأي والبعد
فعجّل علينا بالسّراح فإنّه
مناناً ولا ندعو لك الله بالرّدّ
ولا قفل الجند الذي أنت فيهم
وزادك ربّ النّاس بعداً على بعد
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحاجة لإخبار ابنة عمه بأنه قد غني بعد أن كان فقيرًا، وأنه الآن يستطيع الزواج منها عندما يعود إلى الكوفة، لأن سبب رفضها له هو قلة حاله ماله.