قصة قصيدة ألا سائل الجحاف هل هو ثائر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا سائل الجحاف هل هو ثائر

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا سائل الجحاف هل هو ثائر” فيروى بأنه في يوم من الأيام قامت قبيلة بني تغلب بقتل رجل يقال له عمير بن الحباب السلمي، وعندما وصل الخبر إلى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، كان الأخطل والجحاف السلمي في مجلسه، فأنشد الأخطل قائلًا:

أَلا سائِلِ الجَحّافَ هَل هُوَ ثائِرٌ
بِقَتلى أُصيبَت مِن سُلَيمٍ وَعامِرِ

أَجَحّافُ إِن نَصكُكَّ يَوماً فَتَصطَدِم
عَلَيكَ أَواذِيُّ البُحورِ الذَواخِرِ

تَكُن مِثلَ أَقذاءِ الحَبابِ الَّذي جَرى
بِهِ البَحرُ أَو جاري الرِياحِ الصَراصِرِ

لَقَد حانَ كُلَّ الحَينِ مَن رامَ شاعِراً
لَهُ السَورَةُ العُليا عَلى كُلِّ شاعِرِ

يَصولُ بِمَجرٍ لَيسَ يُحصى عَديدُهُ
وَيَسدَرُ فيهِ ساجِياً كُلُّ ناظِرِ

فخرج الجحاف من المجلس على الفور، وكان قد أغضبه ما سمع من شعر، وبسبب ذلك قام بالإغارة على ماء لبني تغلب يقال لها البشر، وقتل من بني تغلب ثلاثة وعشرون رجلًا، ومن ثم أنشد قائلًا:

أَبا مالِكٍ هل لُمْتَنى مُذْ حَضَضْتَنى
على القَتْلِ أَم هَلْ لامَنى لَكَ لائِمُ

متى تَدْعُنى أُخْرَى أُجِبْكَ بمثْلِها
وأَنْتَ امْرُؤٌ بالحَق لَيَس بعالِمِ

وعندما وصل خبر ذلك إلى الأخطل، توجه إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وعندما دخل ووقف بين يدي الخليفة أنشد قائلًا:

لَقَدْ أَوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وقْعَةً
إلى الله منها المُشْتَكَى والمُعَوَّلُ

فإِلاَّ تُغَيِّرْها قُرَيْشٌ بمُلْكِها
يَكُنْ عن قُرَيْشٍ مُسْتَمازٌ ومَزْحَلُ

فقال له الخليفة: إلى أين؟ قال: إلى النار يا مولاي! قال: والله لو أنّك قلت غير ذلك لضربت لك عنقك، ومن ثم أرسل الخليفة في طلب الجحاف السلمي، لكي يقتص منه فيمن قتل من بني تغلب، وعندما وصل الخبر إلى جحاف بأن الخليفة يريد للقصاص هرب إلى بلاد الروم، وأقام هنالك لفترة، حتى عفا عنه أمير المؤمنين، وعندها عاد إلى قومه وعاش بينهم.

نبذة عن الأخطل

هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان بن عمرو، وهو أحد شعراء العصر الأموي، مسيحي من أهل الحيرة، اتصل بالعديد من الخلفاء الأمويين، ومدحهم.


شارك المقالة: