قصة قصيدة ألا قف برسم الدار واستنطق الرسما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا قف برسم الدار واستنطق الرسما

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا قف برسم الدار واستنطق الرسما” فيروى بأنّه في يوم من الأيام قام عبد الله الأحوص بهجاء رجل من الأنصار يقال له ابن بشير، وعندما وصل خبر ذلك إلى ابن بشير غضب غضبًا شديدًا، وقرر أن يذهب إلى شاعر كبير لكي يقوم بهجاء الأحوص، وكان ابن بشير رجل ماله كثير، فخرج وتوجه إلى البصرة، وعندما وصل البصرة، توجه إلى الفرزدق، ودخل إلى بيته، وجلس معه، وأعطاه هدية، فقال له الفرزدق: أشكرك جزيل الشكر على هذه الهدية الرائعة، فقال له ابن بشير: يا رجل، إنّها مجرد عربون صداقة مني لك، وتقديرًا مني لما قدمت من شعر، فقال له الفرزدق: ولكن لابد من أن لك طلبًا تريده، فقال له ابن بشير: لقد صدقت، فقال له الفرزدق: أخبرني بما تريد، فقال له ابن بشير: اسمع أيها الفرزدق، لقد قام رجل بهجائي، وجئتك مستجيرًا لكي تهجوه.

فقال له الفرزدق: أبشر بما تريد، ولكنك من الأنصار، وعندكم الأحوص، فلم لم تذهب إليه، فقال له ابن بشير: إنّه هو من هجاني، فسكت الفرزدق وهو يفكر، ومن ثم قال له: أوليس هو من قال:

أَلا قِف بِرَسمِ الدارِ واستَنطِق الرَسما
فَقَد هاجَ أَحزاني وَذَكَّرَني نُعما

فَبِتُّ كَأَنّي شارِبٌ مِن مُدامَةٍ
إِذا أَذهَبَت هَمّاً أَتاحَت لَهُ هَمّا

إِذا قُلتُ إِنّي مُشتَفٍ بِلِقائِها
وَحُمَّ التَلاقي بَيننا زادَني سُقما

فقال له ابن بشير: نعم هو من قال ذلك، فقال له الفرزدق: لا والله، لا أقوم بهجاء رجل قال ذلك، فخرج الرجل من بيت الفرزدق وهو خائب الظن، وتوجه إلى السوق، وقام بشراء هدية أكبر من الهدية التي أخذها للفرزدق، وتوجه إلى بيت الجرير، ودخل عليه، وشرح له طلبه، كما شرحه للفرزدق، فقال له الجرير: أوليس هو من قال:

وَمَولىً سَخيفِ الرَأيِ رِخوٍ تَزيدُهُ
أَناتي وَعَفوي جَهلَهُ عِندَهُ ذَمّا

دَمَلتُ وَلَولا غَيرُهُ لأَصَبتُهُ
بِشَنعاءَ باقٍ عارُها تَقِرُ العَظما

وَكانَت عُروقُ السوءِ أَزرَت وَقَصَّرَت
بِهِ أَن يَنالَ الحَمدَ فَالتَمَسَ الذَمّا

طَوى حَسَداً ضِغناً عَليَّ كَأَنَّما
أدَاوي بِهِ في كُلِّ مَجمَعَةٍ كَلما

وَيَجهَلُ أَحياناً فَلا يَستَخِفُّني
وَلا أَجهَلُ العُتبى إِذا راجَعَ الحِلما

فقال له ابن بشير: نعم هو، فقال له الجرير: والله لا أهجو رجلًا هذا شعره، فخرج من بيته كما خرج من بيت الفرزدق، وتوجه إلى السوق، واشترى هدية أكبر من هديتا الفرزدق وجرير، وتوجه عائدًا إلى المدينة المنورة، وهنالك ذهب إلى الأحوص وأعطاه إياها، وتصالح معه.

نبذة عن الأحوص:

هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري، شاعر إسلامي أموي اشتهر بالهجاء، من سكان المدينة المنورة.


شارك المقالة: