قصة قصيدة ألا لا أبالي اليوم ما فعلت هند

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا لا أبالي اليوم ما فعلت هند

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا لا أبالي اليوم ما فعلت هند” فيروى بأن رجلًا من قبيلة همدان يقال له عثمان الهمداني تزوج من ابنة عم له، وفي يوم من الأيام اضطره العوز إلى السفر إلى أذربيجان، لعله يجد فيها رزقًا يعيل نفسه وزوجته به، فخرج إلى هنالك، وترك زوجته في الديار، ولم يأخذها معه، وعندما وصل إلى أذربيجان وجد عملًا أدر عليه مبلغًا جيدًا من النقود، وبقي في هذا العمل حتى أصبح يملك نقودًا تكفيه هو وزوجته، ولكنه قام بشراء جارية وحصانًا، فقام بتسمية الحصان ورد، وأطلق اسم حبابة على الجارية.

وعندما حان الوقت لعودته إلى دياره لم يعد، وبقي في أذربيجان، فأتاه ابن عم له في يوم من الأيام، وجلس معه، وسأله عن سبب عدم عودته إلى دياره، فقال له بأنه يخاف إن عاد إلى دياره أن تقوم زوجته بمنعه عن الجارية حبابة، وبأنه قد وقع في عشقها، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

ألا لا أُبالي اليوم ما فعلتْ هندُ
إذا بقيت عندي حبابة والورد

شديد نياط المنكبين إذا جرَى
وبيضاء مثل الرِّيم زيَّنها العقد

فهذا لأيَّام الهياج وهذه
بموضع حاجاتي إذا انصرف الجند

فوصل الشعر إلى زوجته، فبعثت إليه بكتاب كتبت له فيه:

لَعَــمــري لَئِن شَـطَّتـ بِـعُـثـمـانَ دارُهُ
وَأَضـحـى غَـنِـيّـاً بِـالحَـبـابَةِ وَالوَردِ

أَلا فـاِقـره مِـنّـا السَـلامَ وَقُـل لَهُ
غَــنــيـنـا بِـفِـتـيـانٍ غَـطـارِفَـةٍ مُـردِ

إِذا شــاءَ مِــنــهُــم نـاشِـئٌ مَـدَّ كَـفَّهُ
إِلى كَــفَــلٍ رَيّــانَ أَو كَــعــثَـبٍ نَهـدِ

بــحـمـد أمـيـر المـؤمـنـيـن أقـرهـم
شـبـابـاً وأغـزاكم خوالف في الجند

فـمـا كـنـتـم تـقـضـون حـاجـة أهلكم
قريباً فيقضوها على النأي والبعد

فــأرســل إليــنــا بـالسـراح فـإنـه
مـنـانا ولا ندعو لك اللَه بالرشد

إِذا رَجَـعَ الجُـنـدُ الَّذي أَنـتَ فـيـهُمُ
فَـزادَكَ رَبُّ النـاسِ بُـعـداً عَـلى بُـعدِ

وعندما وصله كتابها، وقرأ ما جاء فيه، قرر أن يقوم ببيع الجارية، والعودة إلى دياره، فنزل إلى سوق النخاسين في المدينة، وباع الجارية حبابة، ومن ثم عاد إلى بيته، وحزم أمتعته، وتوجه عائدًا على وجه السرعة إلى دياره، وعندما وصل إلى دياره، ودخل إلى بيته وجد زوجته معتكفة في مصلاها، وهي تصلي وتذكر الله، فقال لها: يا هند هل فعلت ما قلت؟، فقالت له: لا والله، إن الله أجل في عيني من أن أقوم بمعصيته، ولكن كيف وجدت طعم الغيرة؟.

نبذة عن عثمان الهمداني

هو عثمان الهمداني، شاعر من العصر الإسلامي من همدان.


شارك المقالة: