قصة قصيدة ألا ليت شعري هل تغير بعدنا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا” فيروى بأن فتاة من قريش، وهي من بني زهرة، خرجت في يوم من الأيام من مكة المكرمة، وتوجهت إلى المدينة المنورة، وذلك لقضاء بعض الحاجات لقومها، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، ظريفة، وبينما هي في المدينة المنورة، رآها رجل من أهل المدينة، فأعجب بجمالها، وأخذ يتأمل وجهها، حتى سكنت في قلبه، وبدأ يسأل عنها بين الجماعة الذين معها، فقال له احدهم بأنها حميدة بنت عمر بن عبد الله بن حمزة، فسأله عن خصالها، فأخذ الرجل يصفها له، فزاد تعلقًا بها، وقرر أن يتزوج منها.

فتوجه الرجل إلى بيت أهلها، وطلبها للزواج، فوافق أهله على تزويجها، على الرغم من رفضها الزواج منه، وأخذها إلى بيته، وبعد فترة من الزمن، وبعد أن رأت الفتاة من الرجل كرمًا وأدبًا وحسن عشرة وحب لها، تعلقت الفتاة به وأحبته.

ولكن وبعد فترة ليست بالطويلة، أجبر الرجل على مغادرة المدينة المنورة، والتوجه إلى الشام مع قومها، فنزل بالزوجة بلاء لم تبلى بمثله من قبل، وأخذت تبكي على زوجها، وزوجها يبكي عليها، فقد كانت بين خيارين، أولهما أن تترك أهلها وقومها وأقاربها ووطنها، أو أن تبقي بين قومها وأهلها، وتترك زوجها.

اختارت الزوجة أن تخرج مع زوجها، وتترك كل أحبائها وأهلها ورائها، وخرجت إلى الشام، وعندا أقامت في الشام أصبحت تبكي طوال اليوم، وطوال الليل، ولا تأكل ولا تشرب من الشوق إلى أهلها ووطنها، وفي يوم من الأيام خرجت مع بعض نساء القوم إلى أسواق دمشق، وبينما هي في السوق، مرت من أمام فتى جالس على باب بيته، وهو ينشد قائلًا:

ألا ليت شعري، هل تغيّر بعدنا
صحون المصلّى، أم كعهدي القرائن؟

وهل أدور حول البلاط عوامرٌ
من الحيّ، أم هل بالمدينة ساكن؟

إذا لمعت نحو الحجاز سحابةٌ،
دعا الشّوق منّي برقها المتيامن

وما أشخصتنا رغبة عن بلادنا،
ولكنّه ما قدّر الله كائن.

وعندما سمعت المرأة هذه الأبيات، وما فيها من ذكر لموطنها، وعرفت الأماكن الذي ذكرها الفتى، تنفست نفسًا شق لها قلبها، ووقعت ميتة، فحملت إلى أهلها، وأتى زوجها، وقد علم بخبر موتها، فجلس فوق رأسها، وهو يبكي، وبقي يبكي حتى مات، فغسلوه معها، وقام القوم بدفنهما في نفس القبر.

نبذة عن عمر بن شبة

هو أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري، ولد في عام مائة وثلاثة وسبعون هجري، وهو محدث ومؤرخ.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "أخبار النساء" تأليف ابن الجوزي


شارك المقالة: