نروي لكم اليوم ما كان من خبر أول هدية أهديت لرسول الله صل الله عليه وسلم، والهدايا التي لحقتها.
قصة قصيدة ألا هل أتى هنداً بأن خليلها
أما عن مناسبة قصيدة “ألا هل أتى هنداً بأن خليلها ” لفروة الخزامي فيروى بأن الهدية الأولى التي أهديت للرسول صل الله عليه وسلم كانت بينما كان في المدينة المنورة، ومن أعطاه إياها هو زيد بن ثابت، وكانت الهدية وعاءً فيه فيه خبز وسمن ولبن، ومن بعدها أهداه سعد بن عبادة وعاءً فيه ثريد عليه عظم عليه عظم عليه لحم، ومن ثم أهداه فروة بن عمرو الخزامي بعد أن دخل الإسلام ثياب لونها أخضر مزينة بالذهب، كما وأهداه فرس وحمار وبغلة شهباء، فكانت أول شهباء ترى في المدينة المنورة، فوزع رسول الله الثياب بين زوجاته، كما وأعطى منها أبا بكر، وأعطى الفرس لأبي أسعد الساعدي، ومات الحمار عند انصراف الرسول من حجة الوداع.
وكان فروة هذا عامل للروم على عمان من أرض البلقاء، وعندما وصل خبر دخوله الإسلام إلى ملك الروم، وأنه أهدى رسول الله صل الله عليه وسلم كل ذلك، دعاه إلى مجلسه، وأمره أن يعود إلى دينه، وعندما رفض أمر ملك الروم أن يصلب، وعندما صلبوه أنشد قائلًا:
ألا هل أتى هنداً بأن خليلها
على ماء عفر فوق إحدى الرواحل
يتساءل الشاعر في هذا البيت إن كان وصل الخبر إلى هند بأنه على ماء ممزوج بالتراب، فوق إحدى الرواحل.
على ناقة لا يضرب الفحل أمها
مشربة أطرافها بالمناجل
ومن هنا أخذ أبو تمام قوله في رجال كانوا قد صلبوا:
أمسوا وأضحوا في متون ضوامر
قيدت لهم من مربط التجار
سود الثياب كأنما نسجت لهم
أيدي الجنون مدارعاً من قار
لا يبرحون ومن رآهم خالهم
أبداً على سفر من الأسفار