قصة قصيدة ألا يا هند طال علي ليلي
إن التاريخ العربي حافل بالشعراء الذين اشتهروا بشجاعتهم وفروسيتهم، والذين قضوا نحبهم وهم يقاتلون أعدائهم، ومن هؤلاء الشعراء شاعرنا ثابت قطنة الذي أمضى حياته في قتال الترك في العصر الأموي، والذي قضى نحبه في واحدة من تلك الحروب.
أما عن مناسبة قصيدة “ألا يا هند طال علي ليلي” فيروى بأن ثابت قطنة هو واحد من شجعان العرب وأشرافهم في العصر الأموي، ولقب بثابت قطنة لأن سهمًا أصابه في عينه في واحدة من الحروب التي اشترك فيها ضد الأتراك، فأصبح من بعدها يضع قطنة على عينه المصابة.
وقد شهد ثابت قطنة العديد من الوقائع في خراسان، كما أنه قد غزا بلاد سمرقند وما وراء النهر مع أشرس بن عبد الله، وقام أشرس ببعثه في جيش إلى آمل لقتال الترك، فقاتلهم هنالك وانتصر عليهم، واستمر في قتال الأتراك حتى تمكنوا من قتله في عام مائة وعشرة للهجرة، ومن شعره في وصف الوقائع والحروب التي شهدها قصيدة له قال فيها:
أَلا يا هِندُ طالَ عَلَيَّ لَيلي
وَعادَ قَصيرُهُ لَيلاً تِماما
كَأَنّي حينَ حَلَّقتُ الثَريا
سُقيتُ لُعابَ أَسوَدٍ أَو ساما
أَمَرَّ عَلَيَّ حُلوَ العَيشِ يَومٌ
مِنَ الأَيّامِ شَيَّبَني غُلاما
مُصابُ بَني أَبيكَ وَغِبتُ عَنهُم
فَلَم أَشهَدُهُم وَمَضوا كِراما
فَلا وَاللَهِ لا أَنسى يَزيداً
وَلا القَتلى الَّتي قُتِلَت حَراما
يرثى الشعر في هذا البيت يزيد بن المهلب، ومن قتلوا معه في واحدة من الحروب التي شهدها.
فَعَلّي أَن أَبُوءُ بِأَخيكَ يَوماً
يَزيداً أَو أَبوءَ بِهِ هِشاما
وَعَلى أَن أَقودَ الخَيلَ شُعثا
شَوازِبَ ضُمِّراً نقصُ الإِكاما
فَأَصبَحَهُنَّ حَميَرَ مِن قَريبٍ
وَعَكّاً أَو أَرُع بِهِما جَذاما
وَنَسقي مَذحَجاً وَالحَي كَلباً
مِنَ الذَيِّفانِ أَنفاساً قَواما
عَشائِرَنا الَّتي تَبغي عَلَينا
تُجَرِّبُنا زَكا عاماً بِعاما
وَلَولاهُم وَما جَلَبوا عَلَينا
لَأَصبَحَ وَسطُنا مَلِكاً هُماما
الخلاصة من قصة القصيدة: اشترك ثابت قطنة في العديد من الوقائع والحروب في العصر الأموي، وكان فارسًا شجاعًا، بقي يقاتل الأتراك حتى تمكنوا من قتله في واحدة من الحروب.
نبذة عن ثابت قطنة
هو ثابت بن كعب بن جابر العتكي الأزدي أبو العلاء، فارس شجاع، وشاعر من شعراء العصر الأموي، اشترك في العديد من الوقائع والحروب.