قصة قصيدة ألست ترى باللّه يا ضب أنني

اقرأ في هذا المقال


هنالك نساء يبقين وفيات لأزواجهن حتى بعد أن يموتوا، ومن هؤلاء النساء شاعرتنا نائلة بنت الفرافصة التي بقيت وفية لعثمان بعد أن مات.

من هي نائلة بنت الفرافصة؟

هي نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث الكلبي، وهي زوجة عثمان بن عفان، من أهل الكوفة.

قصة قصيدة ألست ترى باللّه يا ضب أنني

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألست ترى باللّه يا ضب أنني” فيروى بأن سعيد بن العاص تزوج من امرأة يقال لها هند ابنة الفرافصة بن الأحوص، وكانت هند من قبيلة كلب، وعندما وصل خبر ذلك إلى عثمان بن عفان بعث إلى سعيد بن العاص بكتاب، كتب له فيه بأنه قد بلغه بأن سعيد تزوج من امرأة من بني كلب، وطلب منه أن يبعث له بنسبها وجمالها، وعندما وصل خبر ذلك إلى سعيد، بعث لعثمان: أما عن نسبها فإنها ابنة الفرافصة بن الأحوص، وأما عن جمالها فهي بيضاء مديدة، وعندما وصل الكتاب إلى عثمان: إن كان عندها أخت فزوجني منها.

فبعث سعيد بن العاص إلى والد زوجته، وخطب منه إحدى بناته لعثمان بن عفان، فزوجه إحدى بناته يقال لها نائلة، وعندما أرادت الخروج إلى بيت زوجها، قال لها أبوها: إنك ذاهبة إلى مساء قريش، وعليك أن تتكحلي وتتطيبي بالماء، حتى تكون ريحك كريح الشباب، وخرجت، وبينما هي في طريقها إلى بيت زوجها، اشتاقت إلى أهلها، وأنشدت قائلة:

ألسْـتَ تـرى بـاللّهِ يـا ضَـبُّ أنَّنـي
مـصـاحِـبَـةً نـحـو المـديـنة أركُبا

تشتاق الشاعرة إلى أهلها وهي في طريقها صوب المدينة المنورة، وتسأل الضب إن كان يراها وهي راكبة صوب المدينة.

إذا قَـطـعـوا حَـزْنـا تَـخُبُّ ركابُهمْ
كـمـا زَعْـزعَـتْ ريـحٌ يـراعاً مُثَقبَّا

أريدُ أميرَ المؤمنينَ أخا التُّقى
وخـيْـرَ قـريـشِ مَـنْـصِـبـاً ثم مَرْكِبا

لقدْ كان في فتيانِ حصْنِ بن ضَمْضَمٍ
وجَـدِّكَ مـا يُغْني الخباءَ المُطَنَّبا

إبـى اللّهُ إلا أنْ تـكوني غريَبة
بـيـثْـرِبَ لا تَـلْقَيْنَ أُمَّا ولا أَبَا

وعاشت في بيت عثمان، وكانت أحب نسائه إليه، وعندما قتل عثمان بن عفان، قالت فيه ترثيه:

ألا إنّ خير الناس بعد نبيّه
قتيل التَّجوبيّ الذي جاء من مِصرِ

وما لي لا أبكي وتبكي قَرابتي
وقد ذهبَت عنا فُضول أبي عمرِو

وبعد أن توفي عثمان بعث إليها معاوية بن أبي سفيان إليها لكي يخطبها، فرفضت وبقيت وفية لذكرى زوجها.

الخلاصة من قصة القصيدة: تزوج سعيد بن العاص من فتاة من قوم كلب، فطلب منه عثمان بن عفان أن يخطب له أختها، فخطبها له، وتزوج منها، وسيقت إليه في المدينة المنورة، وعاشت عنده، وكانت أحب زوجاته إليه، وعندما مات رثته، وبقيت وفية له.

المصدر: كتاب " مجلة المنار" تأليف محمد رشيد بن علي رضاكتاب "ذو النورين عثمان بن عفان" تأليف عباس محمود العقادكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: