كان الأمراء والولاة إن جاروا، وكانت سيئين في سياستهم خرجت ضدهم قبائل العرب، وأزاحوهم عن حكمهم، ومن ذلك ما حصل مع موسى الخثعمي الذي نقص عليكم اليوم قصته.
من هو سعيد بن عفير؟
هو سعيد ين عفير، شاعر من شعراء العصر العباسي، من اهل مصر.
قصة قصيدة ألم ترهم ألوت بموسى سيوفهم
أما عن مناسبة قصيدة “ألم ترهم ألوت بموسى سيوفهم” فيروى بأن موصى بن مصعب الخثعمي وضع واليًا على مصر في أواخر عام مائة وسبع وستون بعد الهجرة، وبعد أن أصبح واليًا تشدد على أهل مصر في جمع الخراج، وزاد على كل أرض من أراضيهم ضعف ما كانوا يدفعون من قبل، كما وأنه قد جعل خراجًا على جميع التجار الذين في الأسواق، كما ووضع خراجًا على الدواب، وكان إن حكم حكمًا حكمه لصالح من يرشوه مالًا، فكرهه الجند بسبب كل ذلك، ولم يعد عماله يستطيعون الدخول إلى مدينة الحوف بسبب كره أهلها له، وتحالف كل من القيسية واليمنية على قتاله، كما وتحالف أهل مدينة الحوف مع جند الفسطاط على الثورة ضده وضد حكمه.
فخرج موسى الخثعمي ومعه جنده لكي يقاتل كل من ثار ضده ممن ذكروا، ولكنه انهزم هو ومن معه من جند، وقام الثائرون بقتله في عام مائة وثمان وستين للهجرة، وكان ذلك بعد ما يقل عن عام من تنصيبه واليًا على مصر، وكان لهذه الواقعة الأثر الكبير في الشعر، حيث أنشد العديد من الشعراء قصائدًا يترنمون فيها بانتصار أهل الحوف عليه، ومن ذلك ما أنشد سعيد بن عفير قائلًا:
ألم ترهم ألوتْ بموسى سيوفهم
وكانت سيوفًا لا تدين لمترف
يمدح الشاعر في هذا البيت أهل الحوف ويصف صلابة سيوفهم وهم يقاتلون موسى الخثعمي وجنده، فكانت لا تلين لأحد.
فما برحت به تعود وتبتدي
إلى أن تروى من حمام مدنف
فأصبح من مصر وما كان قد حوى
بمصر من الدنيا سليبًا بنفنف
ولكن أهل الحوف لله فيهم
ذخائر إن لا ينفد الدهر تعرف
الخلاصة: ولي موسى الخثعمي على مصر، وفي ولايته التي لم تدم طويلًا جعل من خراج الأراضي ضعف ما كان عليه، ووضع خراجًا على الأسواق والدواب، وكان يقبل الرشوة، فكرهه الجند، وثار ضده أهل الحوف، وتمكنوا من قتله بعد عشرة أشهر من ولايته.