قصة قصيدة ألم تعلمي يا أم حسان أنني

اقرأ في هذا المقال


كثيرًا ما يحصل صراع داخلنا بسبب صراعات تحدث بين اثنين نحبهما، فنحتار مع أيهما ننحاز، وقد حصل هذا مع شاعرنا لهذا اليوم وهو عمرو بن شأس الأسدي، الذي احتار بسبب ما حصل بين زوجته وابنه.

من هو عمرو بن شأس الأزدي؟

هو أبو عرار عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة الأسدي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي.

قصة قصيدة ألم تعلمي يا أم حسان أنني

أما عن مناسبة قصيدة “ألم تعلمي يا أم حسان أنني” فيروى بان الشاعر عمرو بن شأس الأسدي كان فارسًا من الفرسان المشهورين في العصر الجاهلي، وكان سيدًا من سادات قومه، وله العديد من الوقائع المشهورة مع قومه، وكان لعمرو زوجة يقال لها حية، وتكنى بأم حسان، وهي من قوم رهطه، ولدت له فتاة سماها شوكة، وقد ذكرها في العديد من قصائده، وولد له غلامًا سماه عرار، ولكنه ولد له من أمة جارية سوداء، وقد أحبه وآثره، ولكن زوجته أم حسان لم تحبه، وكانت كثيرًا ما تعيره بلونه الأسود، وتقوم بشتيمته، وتؤذيه، واشتد الأمر بينها وبين عرار، حتى آذى ذلك عمرو، فأنشد في خبر ذلك شعرًا.

وقد احتار عمرو بن شأس بين عشقه لزوجته، ومحبته لابنه، ولم يدر ماذا يفعل، فحاول أن يصلح بين الاثنان في العديد من المرات، ولكن كل ذلك لم ينفع، وفي يوم من الأيام قام بتطليق زوجته، وبعد فترة من الزمان اشتاق لها، ولام نفسه بسبب ما فعل، وأصبح يبكيها في أشعاره، ومن ذلك قوله:

ألم تعلمي يا أمَّ حسّانَ أننّي
إذا عَبْرةٌ نهنهتها فتخلَّتِ

رَجعْتُ إلى صدر كَجَّرةِ حَنَْتَمٍ
إذا قرعت صِفراً من الماء صَلَّت

وله فيها من بعد فراقها، وشوقه إليها، أشعار من الغزل، تحمل بين طياتها عواطف متدفقة، ومن ذلك قوله:

تَذَكَّرَ ذِكرى أُمِّ حَسّانَ فَاِقشَعَر
عَلى دُبُرٍ لَمّا تَبَيَّنَ ما اِئتَمَر

يقول الشاعر بأنه كلما تذكر زوجته أم حسان شعر بالحزن الشديد، واقشعر بدنه على ما كان بينهما فيما مضى.

فَكِدتُ أَذوقُ المَوتَ لَو أَنَّ عاشِقاً
أَمَرَّ بِموساهُ الشَوارِبَ فَاِنتَحَر

تَذَكَّرتُها وَهناً وَقَد حالَ دونَها
رِعانٌ وَقيعانٌ بِها الزَهرُ وَالشَجَر

فَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ لَمّا تَذَكَّرَت
لَها رُبَعاً حَنَّت لِمَعهَدِهِ سَحَر

حِفاظاً وَلَم تَنزَع هَوايَ أَثيمَةٌ
كَذَلِكَ شَاوُ المَرءِ يَخلِجُهُ القَدَر

الخلاصة من قصة القصيدة: كان عمرو بن شأس متزوجًا من امرأة يقال لها أم حسان، وكان يحبها حبًا كبيرًا، ولكنها كانت تكره ابنه، وتؤذيه، وتشتمه، فحاول أن يصلح بينهما، ولكن ذلك لم ينفع، فطلقها، وبعد ذلك اشتاق لها وندم على ما فعل.


شارك المقالة: